نور الدائم أحمد الطيب
أمين عام هيئة شئون الأنصار القبة
العناوين:
” (1400) شهيد في أحداث 1970 ، منهم أكثر من (700) في الجزيرة أبا، (218) في ودنوباوي و(350) في المعسكرات ”
” وقف الإمام والأنصار ومن حالفهم أمثال الشريف الهندي ومحمد صالح عمر أمام الطغيان المايوى وعبروا بذلك عن جهاد الإسلام و كرامة أهل السودان ”
” في واقعة أبا وودنوباوي قابل السيف المدفع الذي تحدى قلباً يملؤه الايمان.. وكفاً تشدها التقوى.. وقدماً يثبتها قول الله الثابت”.
الشهاده لله استطاع الأنصار ان يحيوا سنة الهجرة والجهاد والإستشهاد في سبيل الدين والوطن والعقيدة والبيعة واقتفوا اثر إمام الصمود والجهاد والهجرة، فأقام الأنصار حلقات الذكر والتلاوة وقراءة القرآن والراتب بالمعسكرات بديار الهجره الأولى في (أرض الحبش) بمعسكرات قندر وقندوة وشهيدي الخور وشهيدي البحر، وبذلك حافظوا على الدعوة منذ العقد الأول للسبعينات وحتى الآن، تماماً كما حافظ أجدادهم عليها بعد معركة أم دبيكرات الي أن قام الإمام عبد الرحمن طيب الله ثراه ؛ وحقنا للدماء الذكية الطاهرة هاجر الإمام الهادي وأصحابه البررة بعد أن أوضح رأيه واعتراضه على الوضع في سته نقاط هي :-
إزالة الواجهة الشيوعيه للحكم.
إزالة التدخل الأجنبي الليبي المصري وعملائه.
إشراك الناس في الحكم لفترة الإنتقال.
وضع مسودة الدستور الاسلامي واجازتها باستفتاء شعبي.
إلغاء كل الإتفاقات التي عملت أخيرا والتي تمس السياده السودانية أو السياسات الوطنية.
إطلاق سراح المعتقلين السياسين الأبرياء وعلى رأسهم السيد الصادق المهدي وتقديم كل من وجه إليه اتهام محدد للقضاء.
وقع الطرفان على هذا الاتفاق.. وفي يوم الجمعة وبدون سابق إنذار انهالت المدفعية والطائرات ضرباً للجزيرة أبا الصامده بتاريخ 27/3/1970م.
وفي ذلك الوقت دعا الإمام الهادي أعضاء مجلس شورى الأنصار الموجودين بالجزيرة أبا برئاسة عباس أحمد عمر وإنابة أبو علي وسكرتارية خالد محمد إبراهيم وآخرين. وتقررت هجرة الإمام، وتحمل خالد المسئولية ، ومن ثم خرج الإمام وأصحابه مهاجراً محتملا المخاطر مغامرا بين أنياب الذئاب المفترسة التي تنهش من جسده الطاهر.
وبعد أن وصل الإمام وأصحابه إلى قرب الحدود السودانية الأثيوبية وكان معه الخال محمد أحمد مصطفى ، سيف الدين الناجي ، الفاضل الإمام الهادي، محمد علي يونس، عمر مصطفى، محمد محمد صالح الكاروري، عبد المطلب بابكر عزالدين الشيخ ، عباس أحمد عمر.. لحقت بهم مجموعة مختار طلحة رحمة والتي تصرفت بصوره غير مسؤولة، مما أدى إلي ملابسات قضية الإمام الهادي واخرين .
المتهمون فيها :-
عبيد كمبال الأمين.
2- مختار طلحه رحمة.
3- أحمد حسين بامسيكه.
4- وداعة علي سيد احمد.
5- عبدالله إبراهيم حبيب الله.
6- تيراب الغالي نوار.
7- جعفر محمد نميري رئيس الجمهورية آنذاك.
أحبابي في الله أحباب الإمام المهدي على سكة رسول الله (صلي الله عليه وسلم)..
إن سلوك بعض الأفراد المسؤولين عن هذا الحادث بعد إدانة النظام المايوي، حيث خرج من عباءته عدد من الدكتاتوريين الصغار نصبوا أنفسهم جلادين وقضاه نفذوا حكم الإعدام دون تردد او رحمة، ولم تتمكن الشرطة آنذاك من مجرد فتح بلاغ للسرية التي احيطت بها العملية. وبالرغم من ذلك شاءت العناية الإلهية ان تبقى بياناتها حاضرة بدرجه مذهلة، ووضح ذلك جلياً في المحكمه عام 1987م ومحكمة الجزيرة أبا في أقوال المتهمين والمحققين وخطب الدفاع وخطب الاتهام، فكان عدد الشهداء 702 شهيد وكان قائد معركه الجزيرة أبا هو المرحوم خالد محمد إبراهيم نقول لروحه وارواح الشهداء نومي قريرة العين فاننا نكشف عن المواقف الناصعه التي حمت الدين ودافعت عن الوطن.
إن خالد الأنصار نشأ في بيت أنصاري معروف كان بحق زهرة شباب عصره، بل علماً من أعلام الأنصار البارزين، كان إدارياً ضليعاً عمل مديرا بالمشاريع الزراعية بالنيل الأبيض وكان يشار اليه بالبنان ومحللا سياسيا من الطراز الاأول. والده محمد إبراهيم له دور بارز مع أسرة الإمام المهدي ، وأصبح خالد الساعد الايمن للإمام الهادي وتم اختياره سكرتيراً لمجلس شورى الأنصار، حيث كلفة الإمام الهادي بعمل تنظيم مشروع اللجان الخماسي الذي غطى كل مناطق الأنصار من قرى وفرقان وأحياء ومدن على أن يبقى العمل الأنصاري العام على ماهو عليه بأساليبه وتنظيمات اللجان الخماسية لمواجهة المستجدات بالمرحلة. وكان بحق من أقرب الناس للإمام الهادي ومسؤولا عن أحداث أبا والمتهم الأول فيها وحوكم بالإعدام وأكد مسئوليته عن كل ماقام به الإمام الهادي.
وحين حمى الوطيس واشتد الضرب بالجزيرة أبا قررت قياده المعركة أن يكون الإمام الهادي في مكان غير معلوم للعامة. قال الإمام الهادي مقولته الشهيرة (أنا سوف اكون في مكان لا يعلمه إلا خالد وأي توجيه مني يأتيكم عبر خالد وأي مخالفه له تعني مخالفة الإمام).
وعند إجتماع مجلس الشورى الذي انعقد بالجزيرة أبا اثناء المعركه، قال الإمام : تركت البيعة والعقيدة أمانة في اعناقكم واي أنصاري وكيلي. وبعد المصالحة الوطنية تم إختياره امين عام لهيئه شئون الأنصار، واستمر وهو ينادي بالشورى والمؤسسية والديمقراطيه داخل كيان الأنصار حتى لقي ربه في السابع من رمضان 1420 هـ.
ونتيجة لما حدث في الجزيرة أبا خرج الأنصار في موكب من مسجد الهجرة ودنوباوي مستنكرين ماحدث من قصف بالطائرات والمدافع الثقيلة الى من كانوا عزلاً في معركة غير متكافئة. حوصر موكب الأنصار الرافضين لما حدث في أبا واغلق كبري النيل الأبيض إمام الموكب ورجع الأنصار ورددوا نشيد الأنصار المعروف في ساحة مسجد الإمام عبد الرحمن بودنوباوي(الشرقية) إيذاناً بالتفرق والإنصراف وعندها إطلقت النيران على مواطنين عزل بغرض الإباده الجماعية، واطلقت القذائف وحارقات اللهب على المسجد وقتل عشرات المصلين وحفّاظ القرآن الأبرياء ، وراح ضحية هذا القذف 218 شهيدا وكان قائدهم قاسم مكي عمر (تغمدهم الله بواسع رحمته).
جملة عدد الشهداء (1400)، 702 في الجزيرة أبا، 218 في ودنوباوي، 350 في المعسكرات، 130 غير مرئيين
أيها الاحبة:
لم تكن سيرة الإمام الهادي عادية في بيت الإمام المهدي، فقد بقي في الجزيرة أبا، وفيها شغل نفسه بالإضافة إلى مهامه السياسية والإقتصادية وعلوم القرآن والفقه وحفظ كتاب الله، وكان بحق دوحة استظل بها الأنصار ومن شايعهم الرأي.
وله صولات وجولات ضد الأنظمه الديكتاتورية في مقدمتها دعوته لمؤتمر الجزيرة أبا في مارس 1963م، ذلك المؤتمر الذي عبأ الأنصار ضد النظام القائم آنذاك، وأتاح لهم مناقشة وإجازة أهم وثيقة حددت المسار الفكري الحديث للأنصار. وتضافرت أحداث عديدة أدت إلى أحداث ثورة إكتوبر المجيدة، حيث أرسل الإمام الهادي مذكرة للفريق عبود كانت قوية خلاصتها :-
1-المطالبة بتصفية النظام الإنقلابي فوراً ورد الحرية والكرامة للشعب .
2- مقاومة النظام حتى النهاية .
ومن ثم ناشد الإمام الجماعات السودانية المختلفة أن تكون جبهة واحدة عريضة لحماية الديموقراطية وبناء الوطن وفق ما جاء في قرارات مؤتمر الجزيرة أبا، ولكن الجماعات الأخرى اختارت ان تعيد تنظيم أحزابها كما هي ولم تحاول الإستفاده من دروس الماضي، والإمام كان يريد تطبيق شعار : (لا شيع ، لا طوائف ، لا أحزاب… ديننا الاسلام وطننا السودان).
ولنا إخوة الاسلام أن نأخذ من سيرة الإمام الهادي الدروس والعبرن لأنه كان أمة بل زاهدا عابدا ذاكرا ،فان المناخ الذي جاء فيه الإمام يعج بالأحداث.. هو ثورة شهر سيفه ضد الظلم، وأن كل الأحداث التي تعرض لها لم تزده إلا قوة، حيث كانت خطبه تخاطب الإنسان من الداخل، ومذكراته تخاطب الوجدان، وكانت مواقفه من أجل الدين والوطن إلى جانب الورع والزهد والتقى ، فكانت داره مفتوحة، كان يقف مع المحتاجين والضعفاء والمساكين وكان يتفقد رعاياه ، تراه راكعا ساجدا، بل كان قدوة حسنة عمله يتبع قوله.. كان يرى الاسلام دين ودولة وطبقه عمليا ، واجتهاده واقعي.. يعالج الأمور بحنكة، ولا يهمل دور المرأه ولكن بحكم الدين.
كان بحق يطبق الشورى تطبيقا صحيحا في الاسلام والسياسة..
ونرى أن يكرم الشهداء وإمامهم تكريماً يليق بهم وتخليد ذكراهم الخالدة.
ولنمضي كما مضى الجدود **
سجلوا لنا الخلود **
حطمو كل القيود **
بالدين والبأس الشديد **
بسيوفهم كشفو الظلام **
أيها الأحبة :-
اليوم علينا جميعاً أن نرفع راية الحق التي تركها الإمام الهادي بجزيرة أبا الصامدة بمبادئ وأهداف كيان الأنصار وحزب الأمة، وشعارنا :-
فلنمت نحن وليحيا لدين و الوطن
الله اكبر ولله الحمد
نور الدائم أحمد الطيب
امين عام هيئة شئون الأنصار القبة
0915390509
Discussion about this post