جلس إليها: عريبي
السيدة تفاحة عبدالباقي إبراهيم محيسي والتي شغلت أمينة الشؤون الإجتماعية بأمانة المرأة بهيئة شؤون الأنصار كانت إحدى شهود أحداث ود نوباوي.. وذكرت أن عمرها كان 11 سنة وكانت تدرس في الصف الثالث إبتدائي عندما وقعت الأحداث… وروت (للبقعة) مشاهد من تلك الأيام..تحكي السيدة تفاحة: أتذكر تلك الأحداث الفظيعة.. عند بداية الأحداث جئت للخرطوم للعطلة من العباسية تقلي فوالدي كان مدير عام لأقطان جبال النوبة.. وبدأت الأحداث مع صلاة الصبح ، وبدأ موكب الانصار بالتكبير والتهليل، وخرج كافة الأنصار، ولأول مرة أرى مشهد العساكر وهم يضربون الأنصار.. واحتمينا نحن بأسفل ” السراير”، ودخل العساكر البيوت للتفتيش وصادروا كل الأسلحة البيضاء.. وكانت لدينا بندقية خرطوش بغرض الصيد تخص والدي تم مصادرتها، ودخل العساكر البيوت دون مراعاة حرمتها ووجود النساء داخلها.. ولا أنسى أن جدتي اصرت علي الخروج للإستشهاد إلا اننا منعناها، ومن ثم تم إجلائنا إلي منطقة الثورة بواسطة زوج شقيقتي العقيد حينها محمد على البنا ووقتها كان يحاضر في الكلية الحربية وسمع بالأحداث وأتى بمصفحة لإنقاذنا ولم نعد بعد ضرب حصار على ود نوباوي .
ونواصل السيدة تفاحة سردها لذكريات تلك الأحداث: روى لنا الناس مشاهد فظيعة حول الجثث المحترقة بالمسجد الذي تحول الى متحف يتم زيارته.. ولا أنسى منظر الشهداء من الأطفال والرجال والذين كانوا يحتضرون في لحظاتهم الأخيرة، وسماعنا لكثير من الاسماء التى استشهدت، ومن بينهم إمام المسجد الذي استشهد خلال المقاومة .
Discussion about this post