الأنصار لم يناموا غبنا على ما حدث في أبا وقرروا الخروج في موكب إحتجاجي
الدبابات تجمعت قرب صينية الهجرة ولما وصل شباب الأنصار لقلب الشارع إنهال عليهم الرصاص
ضابط شاهد على الأحداث: ضربوا الأنصار ضربا فظيعا جدا
أعداد/ قسم التحقيقات
بعد وقوع مجزرة الجزيرة أبا في مارس 1970، ولما كان الأنصار كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له جميع الجسد بالسهر والحمى، ثار إخوتهم في قلب أمدرمان في حي ود نوباوي العريق والتي كانت مسرحاً آخر للمجازر والدماء..
يروي المؤرخ د. نور الدائم أحمد الطيب أن الأنصار خرجوا في موكب من مسجد الهجرة ودنوباوي مستنكرين ماحدث من قصف بالطائرات والمدافع الثقيلة الى من كانوا عزلاً في معركة غير متكافئة. وذكر أن موكب الأنصار الرافضين لما حدث في أبا حوصر واغلق كبري النيل الأبيض إمام الموكب..
ورجع الأنصار ورددوا نشيد الأنصار المعروف في ساحة مسجد الإمام عبد الرحمن بودنوباوي (الشرقية) إيذاناً بالتفرق والإنصراف وعندها إطلقت النيران على مواطنين عزل بغرض الإباده الجماعية، واطلقت القذائف وحارقات اللهب على المسجد وقتل عشرات المصلين وحفّاظ القرآن الأبرياء ، وراح ضحية هذا القذف 218 شهيدا وكان قائدهم قاسم مكي عمر (تغمدهم الله بواسع رحمته).
وروى عدد من الشهود العيان في إفادات موثقة (منهم من توفاه الله وبعضهم أحياء) مشاهد لما جرى في ود نوباوي:
إجتماع وقرار بخروج الموكب
يروي العم صبر قرافي وهو أحد الشهود العيان على الأحداث أنه عقب ضرب الجزيرة أبا “عقدنا إجتماعا في ود نوباوي.. وقررنا الخروج في موكب احتجاجي على الضرب.. لكن جاء الجيش وقام بالضرب وبدأ بالجامع مما أدى لاستشهاد الكثيرين”. “ولو صبر دقيقة واحدة لكنا قد تفرقنا”.. لكن هم أرادوا تأديب الناس حتى لا يقوموا بمثل هذه المواكب.
شهادة ابن المؤذن
يقول أحمد ود المؤذن شاهد عيان على أحداث ود نوباوي 1970: والدي كان مؤذن الجامع آنذاك وخرجت معه للمسجد، وصلى بالناس صلاة الفجر وقرأ سورة (إذا جاء نصر الله والفتح)..
وخرج الموكب مع الناس استنكارا لضرب الجزيرة أبا. وسار من ود نوباوي وحتى كبري أمدرمان.. والهتافات كانت (لا شيوعية).
شهادة الأستاذ محمد شريف علي
شهدنا أحداث الجزيرة أبا وود نوباوي عندما كنا في الصبا الباكر. في ذلك الصباح المرير صحونا على زخات الرصاص.. ورأيت بأم عيني تطاير كل الحمام الموجود في منطقة ود نوباوي. الأنصار ناموا مغبونبن وربما لم يناموا لأن الجزيرة أبا تعرضت لضرب عنيف من قبل الجيش.
أفتكر أنه كان هناك إستخدام مفرط للقوة. ولا يفترض أن يكون هناك إفراط في استعمال القوة والعنف ضد المواطنين.
شاهدت بعيني هناك مجموعة من الأنصار جايين- وكنا مجموعة من أولاد الحي أمام دكان عمنا عبد الرحمن السيد.. وجاءت المجموعة من منطقة مرزوق (الحارة 15 حاليا) وكلهم شباب وهم يحملون علم الأنصار حتى يعدوا شارع الدومة ويطلعوا لمسجد السيد عبد الرحمن. وقلنا لهم أن هناك أرتال من الدبابات واقفة جنب صينية الهجرة وإذا حاولتم تطلعوا ستتعرضوا للضرب. فنظروا لنا نظرة ذات معني ومغزى مفادها (خلونا أنتم ما رجالها) فذهبوا ولما كانوا في قلب الشارع إنهال عليهم الرصاص.. وسقط كل الشباب وعددهم حوالي 30 كالحمام المذبوح.. ومما لفت نظري أحد شباب الأنصار المقتولين وكان يرفع راية الأنصار.
شهادة العسكريين
مقدم (م) عبد الغفار نميري كان شاهدا على الأحداث، ويذكر جانبا مما شهده: أنا كنت نقيب.. وبحسب ما رواه لنا بعض الزملاء فإن هناك مجموعة من الأنصار يفترض يذهبوا للرئيس نميري للمطالبة بإطلاق سراح الصادق المهدي.. وعلى ما يبدو تصدت لهم قوة في الكبري وأرجعوهم. “الحقيقة ضربوهم ضرب فظيع جدا.. والحاجة دي أنا شفتها بي نفسي”.. باعتبار أنا مشيت في اللحظة ديك مع أخونا عبد الباسط سبدرات لأن عنده أخوه ملازم أسمه معاوية قتل في هذه الأحداث.
ويبدو أن هناك ناس مستفيدين من الحاصل ده.. لأهم يريدوا أن يزيدوا من الفتن بين الحكومة والأنصار.
أول مصاب
محمد مسعود أول مصاب في أحداث ود نوباوي 29 مارس 1970، أصيب في رجله، وهو يستعمل طرف صناعي.
Discussion about this post