إبراهيم عقيد بشار
الإمام الهادي المهدي طيب الله ثراه أحد رموز السودان وأحد الذين يشار إليهم بالبنان، كيف لا وهو سليل الإمام المهدي عليه السلام، حيث عرف بقوة شخصيته وحكمته
وحرصه علي حفظ مكانة هذه الأسرة ونضالها الكبير ومكانتها في تاريخ السودان.
ُ ويعتبر الإمام الهادي أحد أبرز الذين أضافوا تاريخا عريضا للسودان بمواقفه ونضالاته المشهودة. وهو شخصية بقدر ما تتميز به من عزيمة لا تتزحزح ولا تتبدل، فهو شخص بارع في ادارة شؤون الأنصار وفي إدارة شؤون بيته علي مستوي اسرته..
أسرة الإمام الهادي تميزت بعطاء متنوع وقدرة علي الإندماج بلا ترفع في مجتمعات السودان باختلاف ألوانها وأشكالها، وهو سلوك يؤكد علي بصمة الإمام الهادي المهدي الباقية.
وما يلفت النظر سير أبنائه على طريق والدهم الإمام الشهيد وعملهم بما ينفع الناس علي كافة المستويات في المجتمع.. المدن.. الأحياء والفرقان وعلي مستوي الأسر الصغيرة..
كل ذلك في تواضع جم واحترام وهم يقدمون لمن حولهم من غير من ولا أذى أو بحث عن جاه او سلطة او إشعار الآخر بهدف خفي أو لمكاسب سياسية أو دعاية انتخابية …
هم هكذا يتمثل فيهم قول زهير ابن ابي سلمى يصف كريم العرب: ( كأنك تعطيه الذي أنت سائله).
د. بخيتة الإمام الهادي صعدت بإنشاء (كلية الامام الهادي) معلنة بخطى واثقة أن العطاء علي قدر الوفاء لهذه الأمة.
وهي بذلك لم تركنلتتوسد تاريخ أبيها الإمام او جدها الإمام
المهدي، فالذين إلتفوا حولهم مناصرين ومجاهدين من
حقهم وحق أبناءهم وأحفادهم ان يتواصل العطاء … وهو
عطاء منهجه يقوم ويؤسس لمجتمع الوعي والعلم. وهي في ذلك نهضت برسالة مقدسة أنارت بها كثير من البيوت المظلمة واحتوت أبناء السودان في المدن أو الاقاليم وحتي
الفرقان.
بدأت الكلية ببرامج محدودة إلى أن وصلت الآن إلى عشرات البرامج الهادفة لأبناء السودان فأسهمت بذلك في النهوض بأسر فقيرة يحتل أبناؤها وبناتها الآن من الوظائف ما مكنهم
من مساعدة ذويهم،
فأحدثت بذلك نقلة نوعية وأضافت حركة
مجتمعية لا يمكن النظر اليها إلا باعتبارها انجازا رائعا.
بعض الأسر الكبيرة في السودان كان حظها ان تقود هذه الأمة وتصنع لها تاريخا .. وفاء وعرفانا
ونحن الآن مع حركة الحياة نعيش حالة من التغيير والتطور جعلت من التاريخ اقصوصة تحكى هنا وهناك،
ليظل الإمتداد الحقيقي للتاريخ وبقاءه فقط بما ينفع الناس.. أما الزبد فيذهب جفاء ويمكث في الأرض ما ينفع الناس ..
وما يمكن الإشـارة إليه بوضوح هنا هي الروح التي تدار بها كل شؤون الطلاب بوجود أركان حربها من شباب لديهم طاقة العمل تجاه الطلاب، وطريقة التعامل الراقي تحت كل الظروف، والمعالجات الناجعة والفورية لكل الصعاب والعقبات التي تعترض طريق أي طالب من العشرة آلاف والعاملين بالكلية باختلاف وظائفهم ..
الرسالة التي بعثت بها الدكتورة بخيتة تتلخص في أن هذه الأمة لا ينبغي ان نمضي في قيادتها كأبناء او أحفاد
لسياسين بذات المنهج، فهي أمة تستحق أن نجتهد في دفعها نحو المسقبل بالعلم والوعي الذي سينتج لنا مواطنا يتمتع بكل المقدرات التي تجعل من بلادنا وطنا يؤدي دوره ضمن المنظومة الدولية …
رحم الله الامام الهادي المهدي .. وهو يستظل بمجد علي أيدي أبنائه وبناته..
Discussion about this post