أخبارربوع السودان

أحرف حرة/ إبتسام الشيخ.. البرهان -إدريس- والحركات

المُسلم به والأولوية لمن إكتوى بجمرة الحرب، هي الإستقرار الأمني وتحرير الأراضي السودانية من مستعمريها.
من حق الحركات المسلحة أن تتمسك بسقوفاتها المحددة بموجب إتفاق جوبا ، لكن في تقديري أن تُصر على التمسك بشغل مواقع بعينها فهذا قطعا غير مقبول وغير موضوعي..
صحيح أنها حُظيت بإحترام كبير في الأوساط السودانية عندما خرجت من مربع الحياد ورمت بثقلها في المعركة ضمن القوات النظامية وأبلت بلاء حسنا، لكن أن تتعامل بمنطق هذا مقابل ذاك أمر غير منطقي..
صحيح أن فتح أي جبهة داخلية مهما كانت الأسباب حتما ستؤثر على مسار إستمرار العمليات وقد تشغل الناس عن المعركة ، بالتالي مقبول أن يمضي رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة في إتجاه أن لا يخلق المذيد من المشكلات وأن يُحد من الصراعات والإنقسامات ، وبلادنا تحتاجنا صفا واحدا في ظل إستمرار المعركة في كردفان ودارفور..
لكن السؤال حتى متى سنظل نتعامل كسودانيين بأساليب لي الزراع والطبطبة ؟؟..
أعتقد أن الفهم الذي ينبغي أن يسود بيننا كسودانيين سيما بعد حرب الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣ ، أن السودان للسودانيين جميعا وليست مساحة مسجلة حصريا بشهادة بحث لكائن من كان من لُدن البرهان الى الحركات المسلحة، ولا دارفور حاكورة حصرية لقبيلة تتحدث بإسمها وتُنازع على سلطة ونفوذ تسعة وتسعين بالمائة منه من نصيبها هي ، وعندما سُمح للحركات بتجنيد جديد مخالف للإتفاق ، تجند من تجند من أبناء دارفور ، مابين راغب في المساهمة في معركة الكرامة ومابين طامع في رتبة أو مال بذلته الحكومة ، لذا كانت توقعات أهل دارفور أن تبادر الحركات بتقديم كفاءات دارفورية بعيدا عن المحاصصة وتحقيقا لمبتغى حكومة الكفاءات المزعومة..
أتفق إلى حد كبير مع كل من يرى أن الوقت الآن مناسب أكثر من أي وقت لتصحيح المسار ، لكن ليس فيما يتعلق بالحركات المسلحة ودارفور فحسب ، بل بكل من ساهم في أن يخلق الواقع الذي صرنا اليه منذ إستقلال بلادنا من حكم الإجنبي ووقوعها في براثن إستعمار أبنائها لبعضهم البعض ، وتصنيفهم درجات تعلو وتهبط بحسب انتمائتهم للاقاليم الجغرافية..
هذا هو الوقت المناسب لإخراج بلادنا من الورطة التي أدخلها فيها بعض أبنائها ، الذين طغوا وتعهدوا الطغيان وصناعة الطغاة ، بل عمدوا لأن تكون القوة المادية في أيدي البعض دون الآخر في مناطق محددة ، وجعلوا لكل مرحلة مطيتها وأدواتها ، ولا زالوا يفعلون ،
هذه هي معركتنا الحقيقية ،
علينا أن نتقبل الحقائق المجردة التي يتفضل بها بعض الزملاء الصحفيين ، وإن كان منهم من يريد بالحق باطلا ، ينفذ من خلاله أجندة أو يحقق منافع شخصية..
لكن مايُهم أنه لا يصح الا الصحيح ، مايتم الآن في مرحلة حساسة من تأريخ السودان مجرد مسكنات جالبة للهدوء النسبي ، بلادنا تحتاج أن نتواجه ، أن نتحدث بشجاعة ، أن نفهم أن كلنا في الهم سودان ، جميعنا اصحاب حق ، جميعنا مسؤولون عن بناء هذه البلاد على أساس جديد ، ليس فيه مالك يهب ، ولا شخص ينتظر إحسانا أو عطاء..
لا أتفق مع الرأي القائل بأن تُؤجل بعض الأمور لأنها قد تخلق فتنة داخلية ونحن في مرحلة حرب، فتنة من مع من ، إن تعاملنا بواقعية وموضوعية، بأننا جميعا سودانيون والسودان للجميع وأمنه وسلامه واستقراراه مسؤولية الجميع، لن يكون المقام مقام فتن، بل مقام تحمل المسؤولية،
المسؤولية ياسيادة رئيس الوزراء هي قول الحقيقة بما يسهم في تصحيح المسار والبناء على أساس سليم..
وأي حديث أو فعل ياسيادة رئيس مجلس السيادة ويا أيها السادة قادة الحركات المسلحة يأتي من باب المجاملة يفتح الباب واسعا لمشكلات ستأتي تباعا وسيستعصي الرتق.
حفظ الله البلاد والعباد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى