
أسواق الخرطوم.. الركود سيد الموقف
عبد الله بشير
جولة في أسواق العاصمة الخرطوم، أكدت أن الكثير من التجار وأصحاب المحلات التجارية قد عادوا لممارسة مهامهم بالرغم من صعوبة الظروف من حولهم.. الكثير من هؤلاء التجار قادوا مبادرات تلقائية لنظافة شوارعهم ورفع الأنقاض واجتهدوا في تذليل المحال ومحاولة إعادة الحياة إلى الأسواق.
ولأن التجارة عملية شاقة وتعتمد على الخسارة أولا والبحث عن المكسب ثانيا، فإن ما لمسته أن الكثير من التجار مازالوا يتشبثون بأمل إنصلاح الحال والصبر على العوائق لكن إلى أجل مقدر ثم يأتي من بعد ذلك التقييم واتخاذ قرار الاستمرار أو البحث عن خيارات أخرى.
أول ما تنتظره الأسواق هو عودة الكهرباء التي تمثل العمود الفقري للنشاط الصناعي والتجاري، الذي من المفترض أن تكون له الأولوية في توصيل التيار الكهربائي.. وهناك مناطق رئيسية مثل وسط الخرطوم وشارع الحرية ما زالت تنتظر وصول الكهرباء التي لا تبدو خارطة توصيلها واضحة حتى الآن… حتى أن هناك اعتقاد أصبح سائدا بأن الحكومة تركز على إنارة مناطق بعينها دون الأخرى.
التجار اشتكوا من الركود الحاد الذي عانوه خلال هذا الشهر والشهر الذي سبقه بنسبة أقل، بعد أن شهدت الاسواق انتعاشا تجاريا في أغسطس شجع كثير من التجار على العودة ومعاودة نشاطهم، وهذه مسألة من المهم دراستها ومعرفة أسبابها.. وهل ترتبط بزيادة سعر الصرف وتراجع قيمة الجنيه أم ان هناك أسباب أخرى.. دراسة الأسباب مهمة لإيجاد المعالجات اللازمة. كذلك من المهم وضع خارطة طريق لما هو مطلوب تجاه النشاط الاقتصادي بشكل عام وضمان عدم تعرضه لأي هزات مستقبلا ومتابعة مشكلاته واحتياجاته بصورة دقيقة، فعافية الأسواق والأنشطة هي مؤشر مهم لنجاح برامج العودة للخرطوم.