
أصلها ثابت وفرعها في السماء..
بروفسير إيهاب السر محمد إلياس-جامعة الجزيرة
هنالك تشبيه جميل مر بي من قبل، فترك حقيقة بصمة في دواخلي وتأملت فيه كثيرا فوجدت انه ينعكس حقيقة على الانسان في جميع مراحل حياته..
ذلك أن للنبات نوعان من النمو نمو فوق سطح التربة، وهذا الذي يشاهده الجميع من اخضرار الأوراق واستطالة الأفرع والغصون وتفتح الزهيرات الزاهيات. هذا مايراه الجميع عيانا بيانا، وهو ما يشبه تفاعل الانسان مع مجتمعه الظاهري ويعكس مبادئه واخلاقه وصفاته التي يقيمها المجتمع من حوله سلبا أو ايجابا، وتظهر فيها صفاتك مناقبك ومثالبك من إيثارك وصدقك وشجاعاتك واستصدار الاحكام العادلة أو الزيف والغرور وغيرها.
على الجانب الاخر للنبات نمو خفي وهو نمو الجذرور وامتدادها داخل الأرض، فذلك نمو مغطى تحت سطح التربة لايراه أحد، لكن له تأثير كبير في مد النبات بالعناصر الغذائية والماء، وهذا يمثل الجانب الخفي في حياة الانسان.. هذا الجانب المخفي يشمل علاقاته الإنسانية وعلاقته بربه ومدى صدقه في حياته وعدله في المعاملة وتقوى الله. يخفي هذا الجزء في حياة الإنسان عيوبا كثيرة وتناقضات كثيرة لا تكون ظاهرة للعيان، كذلك يشمل نواياه التي يضمرها وافعاله الزائف منها والصادق، وذلك الذي في طاعة سبحانه تعالى أو أعمال الرياء والخداع. أحيانا كثيرة لا يعكس النمو الظاهري الجميل الجوانب الخفية المتوارية خلف قناع الزيف.
فعلى البشر والعلماء التزام خلق التواضع وعدم تذكية انفسهم والتزام العدل في تقييم الاشياء.. فهذا هو خلق الانبياء. وتذكر أن الدنيا دار اختبار وامتحان ستضع القلم فيه عند لحظة موتك، حينها لا تستطيع التعديل في اجاباتك التي سطرتها بنفسك.
مع فائق محبتي