رأي

أصل القضية/ محمد أحمد أبوبكر.. استعادة نقطة التوازن… من أين يبدأ السودان؟ (2-3)

من سلسلة الجسر والمورد

> “من السهل أن تُسقط التوازن… الأصعب أن تُعيد بناءه!

فالسودان لا يحتاج إلى من يبكي عليه، بل إلى من ينهض به…

حجرا على حجر، ووعيا فوق وعي.

في الجزء الأول، سألنا السؤال المفصلي:

من حرك نقطة التوازن؟

واليوم، نكتب ما بعد الوجع… ونبحث عن أول الطريق نحو العودة.

لأن الدول التي تتعرض للهزات الكبرى، لا تعود كما كانت…

إما أن تنهض برؤية جديدة، أو تتحول إلى حطامٍ تاريخي يُتداول في نشرات الآخرين.

فمن أين يبدأ السودان استعادة توازنه؟

هل من السلاح؟ أم من الحليف؟

هل من العاصمة؟ أم من الصندوق؟

الإجابة ببساطة: من العقل أولا، ثم من الإرادة، ثم من المشروع.

🔻 أولا: التَّأهُّب ثم التَّأهُّب ثم التَّأهُّب… لمعركة الوعي!

إن المعركة الحقيقية التي تُبنى عليها كل المعارك، ليست في ساحة القتال… بل في ساحة الوعي.

فالشعب الذي لا يعرف لماذا يقاتل، سيقاتل بعضه،

والنخبة التي لا تفهم اللحظة، ستخوض معارك الوهم، وتُهزم في معركة المصير.

وهنا تأتي اللحظة الفارقة:

أن الوعي الجمعي ليس ترفا، بل قوة استراتيجية… تُكافئ السلاح وتتفوق على الإعلام المدفوع.

وهنا تحديدا، نُسجّل بإجلال أن مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفية ودراسات الرأي العام لم يُغادر موقعه في معركة الوعي،

ولم يترك جبل الرماة،

بل ظلّ ممسكا بخيوط المعركة الناعمة، عبر:

▪️ استطلاعات رأي عام ميدانية ورقمية

▪️ قياس نبض النازحين ومواقف المجتمعات المحلية

▪️ دعم الكتابات والمبادرات الإعلامية الوطنية

▪️ وتحليل اتجاهات الرأي حول القضايا السيادية، من منظور وطني مستقل

إنه مركز لا ينتظر الضوء الأخضر… بل يُشعل الفكرة، ويقيس صدقها من الشارع إلى صانع القرار.

 

🔻 ثانيا: لا توازن بدون “محكمة دستورية”!

من علامات استعادة الدولة: أن تتكئ على الدستور لا على المزاج،

وعلى المؤسسات لا على الأشخاص،

وعلى العدالة لا على الشعارات.

ولذلك ظللنا نُنادِي ونُلحّ ونُكرّر:

لا مستقبل بلا محكمة دستورية.

فمن دونها، لا معنى للحقوق، ولا وزن للسيادة القانونية،

ولا شرعية حقيقية لأي انتقال.

قيام المحكمة الدستورية ليس مسألة إجرائية، بل نقطة ارتكاز رمزية وسيادية،

تعيد تعريف الدولة… من حقل الرماية إلى حقل العدالة،

ومن لغة الغلبة إلى ميثاق الحقوق.

🔻 ثالثا: مشروع وطني لا يسكن الخرائط… بل يسكن العقول

لكي نستعيد التوازن، لا بد من مشروع وطني:

▪️ لا يرى في المورد مجرد سلعة، بل وسيلة سيادة

▪️ ولا يرى في المواطن مجرد تابع، بل شريك في المصير

▪️ ولا يتوسّل الخارج، بل يُفاوضه من منصة الداخل

 

هنا تأتي استراتيجية الجسر والمورد كخريطة ذهنية جديدة،

تعيد بناء السودان كـ:

🔹 جسر واصل بين المحاور لا تابعًا لأيٍّ منها

🔹 ومورد مستدام لا يُستنزف في حروب الآخرين

🔹 وقوة ناعمة صاعدة لا يختطفها المرتزقة

✴️ رؤية الجسر والمورد:

> “التوازن لا يُستعاد بالحظ ولا بالصدفة، بل بالتأهّب للمعركة التي لا تُرى:

معركة الوعي، والمؤسسات، والمشاريع…

وهنا يكمن دور الكلمة، والعقل، ومراكز الأثر.

📌أصل القضية،،،

قد لا يعود السودان إلى ما كان عليه،

لكن يمكن أن يصبح ما لم يكن ممكنا من قبل…

إن نحن أعدنا رسم نقطة التوازن من جديد،

وأعدنا الإمساك بجبل الرماة، لا نغادره في منتصف المعركة.

فالإنتصار في معارك البنادق…

يجب أن يدعم بالانتصار في معارك الوعي وأن لا نبرح جبل الوعي .

و على الذين يحملون الوطن على أقلامهم اليوم ان يفقهوا …

انهم هم من يعيدون بناءه في الغد، حجرا على حجر، ومبدأً فوق مبدأ.

* باحث بمركز الخبراء العرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى