رأي

أصل القضية.. محمد أحمد أبوبكر– دبلوماسية التعليم أم تصدير العقول؟!.. بين إغراء المنح… وإفراغ الوطن من المورد البشري

🕊️ في خضم الدخان الكثيف لحرب الكرامة، وعلى حين غفلة من نُخب الحكم والسياسة، بدأت تتدفق موجة غير مسبوقة من الإعلانات عن منح تعليمية خارجية، موجهة حصريًا إلى الشباب السوداني.

ومن حيث الكم والانتشار والإغراء، فإنها ليست كسابق عهدنا… إنها مختلفة، مُنسّقة، ومكثفة.

فما الذي تغيّر؟ ولماذا الآن؟

وهل نحن أمام فرصة ذهبية للتعليم؟

أم أننا نُستدرج إلى مخطط ناعم لإفراغ السودان من شبابه؟

🧭 أولًا: ظاهرة جديدة في التوقيت الخطأ

قبل عام واحد فقط، لم تكن مثل هذه الفرص التعليمية تُعلن بهذا الشكل المكشوف، ولا تُقدَّم بهذه الكثافة والسهولة. أما اليوم، ومع اشتداد المعاناة وانقطاع سبل الداخل، تبدو هذه المنح كـ”طوق نجاة” للأسر وللشباب، تُقدَّم في طبق دبلوماسي أنيق، وملفوفة بأشرطة إنسانية رقيقة.

لكن السؤال الأهم: هل جاءت هذه العروض صدفة؟

أم أنها استغلال ممنهج للحظة الانهاك السوداني؟

🎯 ثانيًا: سحب الطاقات تحت غطاء “التعليم”

حين نتأمل هذه الظاهرة من منظور استراتيجية الجسر والمورد، فإن ما يحدث لا يبدو بريئًا.

فـ”المورد البشري”، وهو أثمن ما يملكه السودان، يُستهدف اليوم بنُعومة لا تخلو من دهاء.

> 🧠 “حين تعجز عن كسر إرادة الشعوب بالسلاح، استنزف طاقاتها بالفرص المعلبة.”

المخطط ليس تفجيرًا ولا انقلابًا… بل تفريغٌ صامت للسودان من موارده الشابة.

فمَن يذهب للدراسة، قليلٌ منهم يعود، ومن يعود، يعود بروح مهاجرة، لا برؤية معمّرة.

📉 ثالثًا: الحكومة الغائبة… أو المتواطئة بصمتها

المثير للدهشة أن الحكومة السودانية – أو ما تبقّى منها – لا تنبس ببنت شفة.

لا وزارة التعليم العالي حذّرت، ولا الخارجية وضّحت، ولا الإعلام ناقش.

كأنما هناك قبول ضمني أو ارتياح صامت لهذه الهجرة الأكاديمية.

وهنا تبرز المفارقة:

> 🔁 في وقت تتحدث فيه الدولة عن إعادة الإعمار، يُهرّب في الخفاء من سيتولون الإعمار!

🌉 رابعًا: الجسر والمورد – قراءة استراتيجية

تُفسّر رؤية الجسر والمورد هذا المشهد كجزء من معركة أكبر تُدار حول السودان، لا داخله فقط.

معركة على قراره، وعلى شبابه، وعلى المورد الذي يُفترض أن يُبني به الغد.

■”الجسر” هنا لا يُبنى للتكامل، بل يُستخدم كممَر لتسريب العقول.

■و”المورد” لا يُستثمر، بل يُستلب.

والتعليم لا يُوظَّف لإعادة البناء، بل يُستخدم للهروب من الأنقاض.

✊ خامسًا: ما العمل؟!

■لسنا ضد التعليم، ولا ضد المنح، ولا ضد الطموح والمستقبل.

■لكننا ضد أن يُدار مصير شبابنا خارج حدود قرارنا الوطني.

نطالب بـ:

١. تشكيل مرصد وطني للمنح والهجرة التعليمية.

٢. تبني سياسات العودة الذكية للمبتعثين.

٣. تشجيع المنح المشترطة بخدمة الوطن بعد التخرّج.

٤. تفعيل الدبلوماسية التعليمية كأداة للدولة، لا ضدها.

💡 أصل-القضية،،،

> “حين يعجز العدو عن تفتيتك بالرصاص… يُفتّتك بالفرص!”

في زمن الحرب، ليست كل يد تمتد إليك يدَ عونٍ… بعض الأيادي تسرق أبناءك، في غفلة جوعك ودمك.

احذروا المنح إن جاءت بلا سيادة.

واحذروا الفرص إن لم تصبّ في مصلحة المورد.

فمن لا يملك إدارة شبابه… لن يملك بناء مستقبله،

ومن لا يحرص على مورده البشري… سيظل مادة خام لنهضة الآخرين

* باحث بمركز الخبراء العرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى