
عز الكلام/ عبد الله بشير.. الخرطوم.. أكتوبر الحاسم
يعتبر شهر أكتوبر المقبل حاسما في قياس انجاز كثير من ملفات الخدمات بالخرطوم، والتي تحسم خيارات الكثيرين في العودة إلى مناطقهم بولاية الخرطوم من عدمها.. خاصة فيما يتعلق بتوصيل خدمات المياه والكهرباء التي يتوقف عليها دوران عجلة الحياة من جديد.. ومن ثم هناك ملفات إزالة اكوام النفايات وإصحاح البيئة وبسط الأمن..
ولا شك أن موجة حمى الضنك التي انتشرت في الولاية قد أدت إلى تراجع الأداء بشكل عام وشلت العمل بدواوين الحكومة وأجلت خيار العودة لكثير من الأسر خوفا على أبنائهم.. لكن تبقى معالجات وزارة الصحة وولاية الخرطوم مقدرة في الحد من حمى الضنك والوبائيات ولا ينكرها إلا مكابر.
من المهم ان تكون هناك نتائج ملموسة تترجم الجهد الذي بذل منذ عودة الاستقرار الى الخرطوم.. بما يؤدي إلى استقرار العام الدراسي وانتظام الدراسة.. وأي أحساس بأن العودة ستكون مجازفة قد تجعل الأسر الغائبة تعدل عن قرار العودة، وهو ما يعني استمرار ابنائها في الدراسة حيث تقيم حاليا في الولايات أو مصر أو أي من دول المهجر..
هذا يعني أن قرار العودة سيؤجل إلى نهاية العام الدراسي الحالي.
بقراءة لحركة السفريات يتبين ان الخرطوم بمثلما تستقبل الآلاف يوميا فإنها تودع العشرات وربما المئات الذين فضلوا المغادرة واستمرار النزوح او اللجوء إلى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا..
أيضا حركة التجارة لا تنفصل عما ذكرناه، فحيثما عاد الناس ازدهرت معهم حركة التجارة.. والواقع يقول أن هناك حركة تجارية بقدر متوسط، وهناك مم حضروا ببضائعهم على أمل انتعاش تجارتهم لكن لقلة الحركة في بعض الاسواق آثروا عدم المجازفة بالاستمرار وعادوا من حيث جاءوا (السوق المحلي الخرطوم أنموذجا لذلك)..
هناك توقيتات لانجاز ملفات التي أشرنا إليها طرحت خلال زيارة رئيس الوزراء للخرطوم ووقوفه ميدانيا على توصيل الخدمات.. كما ان لجنة تهيئة البيئة للعودة بقيادة الفريق إبراهيم جابر حاضرة وتقوم بجهد متواصل لانجاز مهامها، وهو امر يبعث على التفاؤل بإمكانية سرعة عودة الخدمات للولاية..
من المهم إزالة عقبات البيروقراطية والتعلل بعدم توفر الإمكانات وعدم مغادرة مربع التفكير النمطي.