رأي

أصل القضية/ محمد أحمد أبوبكر… قبل أن يبتلع السودان الفراغ

| من سلسلة الجسر والمورد

> “حين ينهار التعليم، لا ينهار جيل فحسب… بل تنهار الأمة.”

من يصدق؟؟؟

من يعقل؟؟

اليوم، ٧ سبتمبر ٢٠٢٥، يبدأ في الخرطوم – عاصمة السودان – ما أسميه بلا مواربة: عام دراسي يتيم.

لا مهرجانات لافتتاح المدارس، لا خطط إعمار تُعلن، لا إحصاءات ولا بيانات، فقط واقع يئنّ بين أطلال الفصول الحكومية التي صارت بلا سقف، بلا مقاعد، بلا دفء إنساني.

في المقابل، تسليع التعليم: المدارس الخاصة بدأت منذ أكثر من ثلاثة أشهر، تتباهى بمبانيها المكيفة، ومناهجها “المستوردة”، ورسومها الخرافية. أي مفارقة هذه؟ وأي عقل يمكن أن يقبل أن أبناء السودان في المدارس الحكومية يُساقون نحو المجهول بينما آخرون يجدون كل سبل الرعاية لمجرد أن آباءهم استطاعوا دفع الفواتير؟

■إحصاءات تقريبية عن التعليم العام في ولاية الخرطوم:

●ولاية الخرطوم تضم نحو ١٢٠٠ مدرسة حكومية بمراحلها المختلفة.

●يُقدّر أن ٣٠–٤٠% من هذه المدارس تعاني نقصًا شديدًا في البنية التحتية: فصول بلا مقاعد، أسطح مكشوفة، وصالات غير صالحة للتدريس.

●أكثر من ٦٠% من المدارس الحكومية تفتقد للكوادر التعليمية الكافية، ما يجعل كثيرًا من الطلاب غير قادرين على متابعة التعليم بانتظام.

> هذه الأرقام تقريبية، لكنها تعكس حجم التحدي الذي يواجه التعليم العام في العاصمة، وهي تحذير صارخ من أن أي إهمال اليوم سيكلف السودان غدًا.

نداء ،،،،

ادركوا العملية التعليمية في السودان من براثن الطابور الخامس

رؤية الجسر والمورد تطرح حلولًا إسعافية وفق ما هو متاح:

أ) لمتخذ القرار والفريق المسؤول عن إعادة الإعمار:

●اعتبار التعليم العام أولوية قومية في إعادة الإعمار، وليس مجرد مشاريع إنشائية وتكسب اعلامي سياسي .

●تخصيص ميزانية عاجلة لإصلاح وصيانة المدارس الحكومية، وفتح أبواب الشراكة مع القطاع الخاص – وهنا أخص منظومة الصناعات الدفاعية- بطريقة مسؤولة لدعم التعليم وليس “تسليعه”.

●إنشاء فرق متابعة ميدانية لضمان وصول الدعم إلى المدارس الفقيرة والمهددة بالانقراض التعليمي.

ب) لفيلق البراء بن مالك والمجتمع المدني:

●تبني برامج التطوع والمساندة للمدارس الحكومية، مثل دعم تجهيز الفصول باللوازم والوسائل التعليمية.

●تنظيم حملات توعية مجتمعية تحث المواطنين على الاعتناء بالتعليم العام، ورؤية كل طفل سوداني كأخو لهم، ليس مجرد طالب.

●تبني مبادرة “كتاب لبكرا”، التي اقترحها عمود “أصل القضية” ضمن رؤية الجسر والمورد: جمع كتب تعليمية جديدة ومستعملة بحالة جيدة وتوزيعها على المدارس الحكومية الفقيرة، لضمان أن كل طفل لديه فرصة للتعلم، بغض النظر عن وضع أسرته الاقتصادي.

ج) لكل مواطن سوداني:

●أن يعيش حاجة أخيه، ويقف بجانب أبناء السودان، سواء عبر تقديم الدعم المادي أو التطوعي، أو الضغط على الجهات الرسمية للإصلاح.

●رفض ثقافة التمييز بين التعليم الخاص والعام، والمشاركة في بناء مجتمع متساوٍ من حيث الفرص.

ماذا لو تم تأجيل العام الدراسي؟

> “ماذا لو تم تأجيل العام الدراسي شهرًا واحدًا فقط؟

لن يكون هذا تأجيلًا بلا معنى، بل فرصة لتعمير ما يمكن إعماره من المدارس، وترتيب الفصول، وتوزيع الموارد التعليمية، وتنفيذ المعالجات الشاملة وفق خطط واضحة.

كما ندعو الشعب السوداني، عبر رؤية الجسر والمورد، إلى مبادرة “جنيه الكرامة للتعليم”، لإنشاء صندوق سيادي معني بقضايا التعليم العام، يضمن التمويل المستدام لكل مدارسنا الحكومية، ويجعل كل مواطن شريكًا في بناء جسر التعليم.”

نداء إلى المعلمين:

> “إلى جميع المعلمين والمعلمات، نعلم علم اليقين أن الظروف قاسية، وأن الجهود مضنية، لكنكم بناة السودان الحقيقيون.

لا نريد أن تعود عقارب الساعة إلى سنوات “الحسوم” ، من تهديد بالاضرابات وتهديد مقابل من الوزارة بتعيين معلمين جدد ، هذه السياسة أضرت بطلبة مدارس القطاع العام ولم تطل القطاع الخاص. فكل درس تُعطونه، وكل كتاب تُقدّمونه، هو حجر في بناء أمة، وهو حماية لمستقبل كل طفل سوداني.”

أصل القضية ،،،

> التعليم العام ليس خدمة مجانية للفقراء… بل هو صمام الأمان ضد تفكك المجتمع السوداني.

هو الجسر الذي إن انهار، غرق الوطن بأسره.

إما أن نبني السودان صح، أو نبنيه صح. لا خيار لدينا.

* باحث بمركز الخبراء للدراسات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى