رأي

أصل القضية/ محمد أحمد أبوبكر… قبول الآخر… شجاعة لا يملكها الجبناء

| من سلسلة الجسر والمورد

باحث في العلاقات الدولية ومؤسس استراتيجية الجسر والمور

> “من يرفضك لأنك مختلف… إنما يخشى أن يكتشف عجزه أمامك.”

في زمن الحرب والتشظي، يصبح قبول الآخر أكثر من مجرد فضيلة؛ إنه معركة بقاء.

لا يتطلب الأمر قوةً لتقاتل أخاك، بل شجاعةً لتصافحه وهو يختلف معك. وهنا تكمن عبقرية هندسة قبول الآخر: أن ترى في الخصومة بذرة شراكة، وفي الاختلاف مدخلًا لإضافة، وفي الأزمة فرصةً تُصاغ على نار التجربة.

قبول الآخر على هناته ليس تنازلاً، بل إعلان عن سمو القامة وعلو الهمة. العبرة ليست في أن تُسقط خصمك، بل فيما تتركه من أثر بعد رحيلك. وكل سوداني – بل كل إنسان – مدعو لوعي هذه النقطة: أن تنعم الكرة الأرضية كلها بالتكامل المستدام، وفق رؤية الجسر والمورد التي تنبع من أرض النيل والنخيل… من السودان.

لقد أثبتت الشرائع السماوية أن التنوع آية، وأكدت ديانة الإنسانية أن الموت يوحّد الجميع، فلماذا نظل نُبدد أعمارنا في إقصاء بعضنا؟ لماذا لا نحول اختلافاتنا إلى جسور موارد تقوينا بدل أن تُضعفنا؟

اليوم، ومع كل أزمة تضرب أوصالنا، يولد نداء واضح:

لنبنِ الجسور لا الحواجز.

لنحوّل أوجاعنا إلى فرص.

ولنثبت للعالم أن السودان بلد بتسامح ما بتنكسر.

من هنا، نطلق الترويج لسلسلة إعلامية وطنية بعنوان:

“البلد البتسامح… ما بتنكسر”، لتكون خطابًا جامعًا للداخل والخارج، ورسالة تقول للعالم: نحن أقوياء لا بالانتقام، بل بقدرتنا على قبول بعضنا، وصناعة وطنٍ يُعلّم البشرية كيف يُدار الاختلاف بكرامة.

رؤية الجسر والمورد تعيد تعريف قبول الآخر باعتباره إستراتيجية إنتاج للقوة. إنها حصانة وطنية، لا ترفًا أخلاقيًا. والسودان لن يكبر بالشعارات الجوفاء، بل حين نملك الجرأة أن نقول: نعم… أقبل أخي المختلف، لا لأنه مثالي، بل لأنه جزء من معركتي الكبرى ضد الفناء.

“قبول الآخر ليس ضعفًا… بل هو أعلى درجات القوة.”

*باحث في العلاقات الدولية ومؤسس استراتيجية الجسر والمورد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى