رأي

أصل القضية/ محمد أحمد أبوبكر… متلازمة المربع المفقود… بين النخبوية والشعبوية

| من سلسلة الجسر والمورد

“حين تُحاول قراءة الواقع من زاوية واحدة، ستفقد جزءًا جوهريًا… وسيصبح كل شيء ناقصًا. هذا هو مربع السودان المفقود.”

متلازمة المربع المفقود: قراءة لواقع الشعب السوداني

في الرياضيات، متلازمة المربع المفقود هي خداع بصري يظهر فيه فراغ أو مساحة مفقودة، رغم أن النظام كاملاً. في السياسة السودانية، يحدث شيء مشابه: كثير من النخب السياسية، والدول، يضعون خططهم وكأن المجتمع والشعب ليسا موجودين في المعادلة.

لكن الحقيقة أن الشعب السوداني هو المربع المفقود الذي يصنع الفرق، والذي يكمل الصورة.

الشعب السوداني… القوة المفقودة في المعادلة:

●الذين راهنوا على التغيير الديموغرافي وافراغ السودان من شعبه فشلوا، لأن الشعب السوداني متفرد ومميز.

●في ثورة ديسمبر ٢٠١٨م، توهمت قوى الحرية والتغيير أن كل الشعب إنجاز معهم، وأن الكل بقى قحاتي.

 

●في ١٥ أبريل ٢٠٢٣م، توهم الدعم السريع أن الكل دعامي، وعندما أثبتت قوات الشعب المسلحة قوتها صار الكل جياشي.

●الشعب السوداني يجيد لغة الحشد، لكنه قوة مغفلة أو مفقودة في تقديرات النخب. الفرصة اليوم مواتية لاستكمال المربع المفقود، واستثمار إرادة الشعب بشكل حكيم يمكن أن يحوّل الأزمة إلى رافعة استراتيجية للتغيير والإعمار.

رسالة للداخل والخارج:

● لحكومة الأمل ومجلس السيادة: عليكم إدراك أن الشعب هو المربع المفقود الذي يصنع الفارق، وأن تجاهله يعرض كل السياسات للفشل.

● للنخب والبيروقراطية: لا مكان للبطء والسلحفائية، ولا لمحاولات التكسب الإعلامي على حساب دماء المواطنين. كل بيت سوداني فقد نفسًا أو مالًا أو دُمّر، والتكرار بذات الأساليب القديمة كمن يجلب الزيت بجانب النتر.

● للدول والرباعية: التركيز على النخب وحدها دون المجتمع هو خداع بصري سياسي. استثمروا في الشعب، فهو الضمان الحقيقي للحل والاستقرار.

●المجتمع… رصيد السودان الحقيقي

■الشعب ليس جسدًا بلا روح:

●أظهر قدرة على التكيف، الإبداع، وبناء شبكات تضامن مستقلة عن الدولة.

 

●المبادرات الشعبية شكلت بنية تحتية موازية، مستمرة رغم أصعب الظروف.

●إرادة البقاء تتحول إلى مشروع بناء ورافعة استراتيجية لإعادة الإعمار وصياغة المستقبل السياسي والاقتصادي.

رؤية الجسر والمورد:

■ الجسر: ربط المجتمع بالدولة والنظام الدولي عبر مؤسسات وسيطة، لضمان حلول متصلة بالواقع، لا شعارات شكلية.

■ المورد: استثمار إمكانيات الشعب البشرية والطبيعية وربطها بالشبكات الإقليمية والدولية، بحيث يصبح المجتمع شريكًا فاعلًا.

المواطن السوداني،،

النيل نيله مدادًا، والنخيل قلمه ليخط به تاريخًا ناصعًا يليق بأرض السودان… فلا عزاء لمن يظن أن البيروقراطية والمكاتب تستطيع إعاقة إرادة شعب كامل.

أسئلة #أصل_القضية | للقارئ الكريم:

1️⃣ هل تشهد منطقتنا اليوم هبّة شعبية تهزّ الكيانات الحاكمة وتعيد رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد؟

2️⃣ هل باتت الشعوب، بإرادتها وقوتها، تمزّق المخططات التي تهدف إلى نزع سيادة دولها؟

3️⃣ والشعب السوداني… هل أنتم مستعدون لاستكمال المربع المفقود، وكسر قيود النخب والسياسات الفاشلة، لتحويل إرادتكم إلى رافعة حقيقية لإعادة إعمار السودان وصياغة مستقبله؟

□ باحث بمركز الخبراء للدراسات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى