
إستطلاع: قوى سياسية وموظفون يعرقلون العودة للخرطوم وموقف المؤسسات متردد!
الخرطوم/ سودان ديلي
اتهم مشاركون في إستطلاع للرأي العام السوداني، بعض الأطراف السياسية بعرقلة عمليات عودة الجهاز التنفيذي إلى العاصمة الخرطوم، لأسباب سياسية، وهو ما يسلط الضوء على صراع سياسي مكتوم يهدد مشروع العودة، ويستلزم حسمًا واضحًا من السلطات الرسمية.
ونشر مركز الخبراء العرب اليوم نتيجة استطلاع للرأي عام أجراه حول العودة إلى العاصمة الخرطوم بعد تحريرها.
واعتبر 55.8% من المشاركين في الإستطلاع ان استمرار الحكومة في بورتسودان، يضعف هيبة الدولة، بينما قال 23.8% “إلى حد ما”، بينما 20.4% فقط قالوا إنه لا يضعفها، وهي أرقام تؤكد أن العواصم لا تُنقل، وأن الرمزية السيادية لا يمكن أن تُستبدل.
وفي تقييم جدية موقف الحكومة الانتقالية من عودة الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية إلى الخرطوم، اعتبر 46.6% أن موقفها متردد وغير واضح، بينما رأى 37.6% أنه جاد وإيجابي، و8.2% وصفوه بالسلبي والمعرقل، و7.6% لا يعلمون، وهي نتائج تشير إلى صورة ضبابية لا تطمئن، لكنها في الوقت نفسه تتيح للحكومة فرصة لإعادة بناء الثقة.
وأقرّت نسبة عالية من المشاركين بلغت 59.8% بأن بعض موظفي الوزارات والهيئات والمؤسسات والشركات المستفيدين من بقائهم في بورتسودان لا يرغبون في عودة مؤسساتهم إلى الخرطوم، حفاظًا على امتيازاتهم ومواقعهم التي منحتها لهم الحرب، لا الكفاءة، وهي شهادة صادمة تُظهر كيف يمكن لمصالح فردية ضيقة أن تقف في وجه آمال الملايين الذين ينتظرون لحظة العودة إلى بيوتهم المحطّمة ومدارسهم المغلقة ومستشفياتهم المهجورة، بينما تنعم قلة بالراحة خلف المكاتب المكيفة بعيدًا عن صوت القصف ورائحة الرماد، وكم هو مؤلم أن تتحوّل الخرطوم، المدينة التي كانت قلب الوطن النابض، إلى بطاقة مساومة في لعبة امتيازات لا ترحم، في حين يرفض 16.3% هذا الاتهام، ويبقى 23.9% في خانة الصمت أو الحيرة.