Uncategorized

استطلاع: الدولة تحتاج إلى دعم خارجي لإعادة إعمار العاصمة الخرطوم

الخرطوم/ سودان ديلي
في مفاجأة مدهشة تعكس توقًا وطنيًا صادقًا، أيد 92% من المشاركين في استطلاع أجراه مركز الخبراء العرب، عودة الوزارات والمؤسسات القومية للعمل من الخرطوم بعد تحريرها، مما يؤكد الرغبة الجارفة في استعادة رمزية الدولة من قلب العاصمة، مقابل 5.6% قالوا “لا”، و1.9% مترددون، و0.5% فقط لا يعرفون، وهي نسب ضئيلة تعكس شبه إجماع شعبي ملفت.
وشارك في الإستطلاع حول العودة للعاصمة الخرطوم 58.714 من المقيمين بعدد من المدن الرئيسية وإعداد مقدرة من النازحين داخل السودان بالولايات الأخرى وعدد مقدر من السودانين بدول المهجر من مصر والخليج الغربي ورواندا ويوغندا وكينيا وأوروبا وآسيا وامريكا.
وحول مدى إمكانية العودة الفعلية للعاصمة في الوقت الراهن، رأى 50.8% أن العودة ممكنة، وهي نسبة تدعو للتفاؤل رغم التحديات، بينما يرى 34.8% أن العودة ممكنة جزئيًا فقط، في حين عبّر 13.8% عن قناعتهم بأن الوضع لا يسمح بذلك، و0.6% فقط لم يحددوا موقفهم، مما يشير إلى وعي واقعي بالظروف، لكنه لا يخفي تطلعًا واضحًا للعودة.
وعن أبرز العوائق التي تعترض طريق العودة، جاءت المفاجأة في أن غياب الخدمات الأساسية تصدر بنسبة 86.6%، متفوقًا على انعدام الأمن الذي أشار إليه 51.5% فقط، بينما رأى 28.5% أن الدمار الواسع للمرافق يمثل عائقًا حقيقيًا، و18.6% يخشون من عودة القتال، و7.7% قدموا أسبابًا أخرى، وهو ما يؤكد أن معركة العودة ليست أمنية فقط، بل خدمية في المقام الأول، في مفارقة لافتة تدعو للتأمل.
الغريب أن 39.5% من المشاركين لا يعلمون إن كانت هناك خطة حكومية لإعادة الإعمار، و36.6% يرون أنه لا توجد خطة أصلًا، بينما 23.9% فقط أكدوا وجودها، مما يفتح باب التساؤلات المحيرة: هل تعاني الحكومة من غياب الرؤية؟ أم أنها لا تجيد التواصل مع مواطنيها في أهم الملفات المصيرية؟
تقييم مستوى الخدمات في الخرطوم جاء صادمًا، إذ وصف 48.2% الخدمات بأنها ضعيفة جدًا، و11.1% قالوا إنها غير متوفرة تمامًا، مقابل 34.5% اعتبروها متوسطة، و6.3% فقط قالوا إنها جيدة، وهي نسب تعكس واقعًا بائسًا يجعل من العودة حلمًا معلقًا على أسلاك الكهرباء المقطوعة وأنابيب المياه المتهالكة.
وحول أثر تعرّض مطار الخرطوم لأضرار جسيمة، وعلاقته بامكانية تعزيز العودة الحكومية أكد 47.4% أن ذلك يؤثر بشكل كبير على عودة الحياة، و38.2% قالوا إنه يؤثر جزئيًا، في حين 13.7% فقط رأوا أن التأثير محدود، و0.7% لا يعلمون، مما يعيد المطار إلى الواجهة كرمز للسيادة وشرط أساسي للنشاط بالعاصمة وتحقيق الانطلاقة الحقيقية.
وعن الموارد الماليةالكافية لإعادة إعمار العاصمة الخرطوم من جديد ، رأى 44.6% أن الدولة تملك جزءًا منها وتحتاج إلى دعم خارجي، و35.3% قالوا إنها غير كافية، بينما 9.5% فقط قالوا إنها متوفرة، و10.6% لا يعلمون، وهي نتائج تكشف أن التمويل أحد العقد الجوهرية في معركة إعادة الإعمار، وأن الدولة لن تتمكن وحدها دون دعم داخلي وخارجي.
وفيما يخص حكومة ولاية الخرطوم، وقدرتها المالية على إعادة الخدمات ومباشرة جوانب الاصلاح والتعمير المختلفة اعتبر 46.6% من المشاركين أنها تملك إمكانيات جزئية وتحتاج دعمًا، و33.6% قالوا إنها تحتاج دعمًا كاملًا، و11.1% فقط قالوا إنها تمتلك الكفاية، و8.7% لا يعرفون، وهي مؤشرات توضح أن العودة تحتاج إدارة قوي وتخطيط محكم ، لا مجرد قرارات مركزية.
وعن دور الشائعات، قال 64.3% إن هناك جهات سياسية أو إعلامية تبثها لتعطيل العودة، و19% قالوا “ربما”، و8.5% نفوا ذلك، بينما 8.2% لا يعلمون، مما يكشف عن معركة موازية تدور خلف الشاشات وتحتاج إلى مواجهة إعلامية مضادة أكثر وعيًا واحترافًا.
أما عن دور الإعلام، فقد وصفه 43.4% بأنه إيجابي في تشجيع العودة، بينما رأى 31.7% أنه سلبي، و13% عدّوه محايدًا، و11.9% لا يتابعون الإعلام أصلًا، وهي أرقام تعكس حالة انقسام إعلامي حادة، وتؤكد أن الكلمة قد تبني وطنًا أو تهدمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى