تقارير

الصورة التي فاضت إنسانية وحركت مشاعر وسائل التواصل

نازحة من الفاشر وقفت أمام القائد تحمل على وجع البيوت المحترقة

تقرير- خلال زيارته لمعسكرات الايواء في الدبة ..وفي مشهد مؤثر، احتضن الفريق اول عبد الفتاح البرهان سيدة نازحة من مدينة الفاشر.. في صورة معبرت جسدت الكثير من المعاني. وتفاعلت وسائل التواصل مع الحدث الذي يفيض إنسانية وكتب الناشطون منشورات تعبر عن هذه الحميمية.

● الصحفية صباح أحمد علقت على المشهد بالقول:

الصورة عبّرت عن عمق المأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب، وعن حجم الألم الذي يحمله النازحون معهم من مدنهم المنكوبة إلى مناطق النزوح، بحثاً عن الأمان.

في حضن البرهان انسكبت دموع الفاشر، وارتجف صوت المدن التي أحرقتها الحرب.

امرأة نزحت بجسدها، لكن قلبها ما زال هناك، بين البيوت التي صارت رماداً.

احتضنها الرجل بزيّه العسكري، وكأنما يحتضن وطناً جريحاً يبحث عن طمأنينةٍ مؤقتة في قلبٍ مُتعب.

عناقٌ قصير في الزمن، طويل في المعنى…

عناق بين من يرتدي البزّة العسكرية ومن ترتدي وجع الطريق، بين السلطة والنجاة، بين من يملك القرار ومن لا تملك سوى الدعاء.

السيدة تمثّل آلاف الوجوه التي خرجت من الفاشر تحمل في عيونها رماد البيوت ووجع الرحيل.

وفي عيني القائد العام للجيش، بدا الوطن كله متعباً وحزيناً…

ليس وطناً من الخرائط، بل وطناً من البشر الذين يهربون منه وإليه في آنٍ واحد.

هذا العناق ليس مجرد صورةٍ تُلتقط، بل لحظةٌ التقت فيها القوة بالانكسار، والدموع بالصمت الذي يفضح كل شيء.

كم يحتاج السودان إلى مثل هذا العناق، لا بين الأفراد فقط، بل بين قلوبٍ فرّقتها الحرب حتى نسيت كيف تتصافى.

● أما أبو وائل فقد سطر كلمات معبرة في حضرة صورة البرهان وهو يحتضن المواطنة النازحة من الفاشر:

وقفت أمام القائد تحمل على كتفيها كل الفاشر ، وجع البيوت التي احترقت ، صوت الأمهات وهن يرمين الدعاء إلى السماء..

إختصر الرئيس كل المعاني من غير كلام لم يسأل فبعض الألم لايحتاج إلى أسئلة ، هذا ليس عناق قائد لمواطنة ، هذا حضن وطن لمواطنته، حضن رجل فهم أن الدموع لاتمسح بالكلمات بل بالثبات..

الصورة تعني من غير شرح هناك من لازال يحمي ، هناك من لازال يؤمن ، هناك من لازال يحتضن هذا البلد كي لايسقط..

● وعبر صهيب الرومي عن لحظة عناق البرهان للمواطنة النازحة من الفاشر بكلمات رسمت الصورة بزوايا مختلفة:

هذه الصورة تحكي شيئًا آخر… تحكي عن ألمٍ لا يُقال، وذنبٍ يسكن الصمت.

في ملامحه، لا أرى القوة ولا القرار، بل أرى رجلًا يحمل ثقل وطنٍ يتكسر، ووجوهًا غابت عن الساحات، وأحلامًا أُطفئت قبل أن تُزهر.

قد نختلف في المواقف، وقد نُدين الأفعال، لكننا لا نُنكر أن الإنسان في لحظة مواجهة نفسه، يذوب بين الندم والوجع.

هذه الصورة ليست تبريرًا، لكنها مرآة لما قد يشعر به من كان في موقع القرار، حين يواجه التاريخ وحده.

● وتفاعلت سلمى حمد أبن عوف مع الحدث وكتبت تقول:

اوجع قلبي ذللك المشهد لم أشعر أنها تبكي على كتف البرهان بل شعرت انها تبكي على كتفي انا.. على كتف كل سوداني حر غيور ، أنها تبكي على كتف السودان . تبكى اليتامى والثكالى والارامل تبكى خذلان العالم الذي ظل يتفرج على تجويعهم لسنوات وظل يترقب لحظة انهيار مدينتهم وهو يتسلى بأكل الفشار وشرب الكولا.. تبكى الأبطال الميامين الذين لم يجبنوا ولم ينهاروا حتى ضربوا بغاز الأعصاب وبالطيران الأجنبي (الغادر ) بعد أن صدوا المليشيا وكبدوها الخسائر تلو الخسائر مئات المرات في كل هجوم لها عليهم ، فلم يملك مخدم المليشيا وسيدها الا أن يستعين بالغاز والطيران.

● وتواصل سلمى: لم يدخل الانجاس الفاشر وهم منتصرين بل دخلوها وغبن الهزائم المتتالية يملأ قلوبهم غضبا و غلا وحقدا.. أفرغوه في صدور الأبرياء شيبا ونساء واطفالا.. لم يرحموا أحدا ولم يشفقوا على ضعيف أو صغير .. لقد بكت من ماتوا جوعا ومن استشهدوا عزا وفخرا.. ومن قتلوا غيلة وضربوا بالرصاص وسط ضحكات القتله و توثيق الكاميرات ومن تم اصطيادهم بعد مطاردتهم بالعربات وهم مدنيين عزل يفرون مذعورين..

● ومن تم دهسهم بالعربات أو شنقهم على مواسير المدافع أو جذوع الأشجار، لا لشئ سوى أن القاتل مل الرصاص واراد أن يستمتع بطرق جديدة للقتل.. وبكت كرامتهن المهدرة ولصوص المليشيا يفتشون ملابسهن واجسادهن بحثا عن مال أو ذهب أو جهاز اتصال قد تحمله إحداهن.. ثم بكت رعبهن كأمهات وهن يخرجن بأطفالهن عبر الفيافي والوديان بلا زاد ولا عتاد إلا الخوف من القتلة يجدون في أعقابهن والدموع والآلام ووعثاء الطريق.

بكت كل هذا عندما وجدت كتفا تبكي عليه.. بكت وهي تستنجد النصرة منا جميعا أن ننصرها على الظالم القاتل الزنيم الذي امر المليشيا وإعانها على حصارهم والذي دعم وموّل..وراقب عبر الشاشات من أبوظبي (عرش الشيطان) ضرب أبطالهن الميامين بالغاز والطيران.. والذي هو سبب بؤسهم وشقاءهم الأول قبل صغار مجرميه حملة السلاح في المليشيا .

● وفي ختام منشورها أطلقت سلمى دعوة حارة: نساء الفاشر يبكن الضيم والغبن و يطلبن النصرة والقوة من كل ذي نخوة وقدرة.. فلننصر نساء الفاشر اليوم وإلا فلن ننصر نساء الخرطوم ومروى وكوستى ودنقلا وعطبرة وبورتسودان غدا. اليوم فلنتعاهد جيشا وشعبا قيادة وقاعدة أن نساء الفاشر سيعدن لها معززات مكرمات منتصرات وان القتلة سيدفعون الثمن.. وأننا لن نسمح بتكريم من سفكوا دماءنا وهتكوا اعراضنا كشركاء في حكم السودان وأننا لن نعمد شيطان الإمارات سيدا علينا.. وأننا سنحاسب كل خائن وعميل و متواطئ مع دولة الشر وأعوانها..

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى