تقارير

العقار في الخرطوم يمرض ولا يموت!!

خبير يوصي بعدم التسرع ببيع الأراضي والعقارات

عاملان يتحكمان في إنعاش سوق العقارات بالخرطوم: حجم السيولة التي ستتوفر بعد الحصاد، وقلة تنوع السوق

سودانية ديلي

يشرح خبير في مجال العقارات عن قيامه بالتواصل مع عدد من سماسرة العقارات لفهم الأوضاع في السوق وحركة البيع والشراء، وأشار إلى انه وصل لقناعة بعدم بيع بيته أو ارضه أو دكانه، وأن الاسعار في زيادة.

ويؤكد الخبير أن الإقتصاد السوداني ليس لديه “كتلوج” ولا تحكمه دراسات ولا نظريات ولا وقائع… مدلّلا على ذلك بفترة قبل الحرب عندما كانت هناك منازل معروضة للبيع بآلاف الدولارات.. ويضيف: يمكن أن يحاجج البعض بعدم وجود رغبة في الشراء حاليا في ظل ارتفاع العرض وعدم وجود طلب.. هذا حديث منطقي وسليم 100%، لكن عملياً سيصطدم بواقع إن الخرطوم مدينة عليها الرغبة من كل أطياف الشعب السوداني..رغم تضررها من السرقات خلال فترة وجود المليشيا وتحتاج إلى سنوات وسنوات للتعافي، لكن انخفاض أسعار العقار بسبب قلة وانعدام المدخول لمعظم السودانيين في الوقت الحالي… ويجب عدم إهمال عاملين لا يمكن تجاوزهما في مسألة الاراضي والعقارات، وهما حجم السيولة التي ستتوفر بعد الحصاد، وقلة تنوع السوق… يمكن شرح ذلك بالقول: قبل الحرب معظم أموال التجار في الخريف تذهب للزراعة وبعد الحصاد ترجع هذه الأموال للسوق..

وهو الوضع الذي لم يتغير، فالأموال قد ذهبت للزراعة لكنها لن تدخل السوق، لأن السوق حتى الآن المطلوب فيه هو السلع الأساسية والضرورية جداً.. وأي مغامرة بضخ سيولة كبيرة في السوق لو سلمت من الخسارة لن تسلم من حبس راس المال. ولذلك من المرجح ان يتوجه جزء كبير من عائدات الزراعة للعقار بغرض الحفاظ على الكتلة النقدية، وهو ما يمكن أن يوجد معدلات طلب متوسطة في السوق العقاري خصوصاً في المناطق التي كانت تصنف درجة اولى مثل الرياض والمنشية وأبراج شارع النيل ونمرة 2 والطائف والمعمورة.

ويواصل خبير العقارات الحديث: أما بالنسبة لربط تسعير العقارات بالخدمات فهو أمر لم يعد موجودا، ففي بحري مثلا كانت منطقة مطري الحلفايا كل المربعات فيها بدون خدمات، وفي نفس الوقت جوار نفس المنطقة هناك مناطق السامراب والدروشاب مكتملة الخدمات ومأهولة بالسكان لكن مطري الحلفايا كانت أغلى….الخلاصة: على الناس ألا تأمل أو تتساءم بصورة كبيرة فيما يتعلق بموضوع العقار في الخرطوم.. هناك فرق بين الغلاء والتضخم… الغلاء يعني زيادة السعر برغم ثبات سعر الذهب أو العملات الأجنبية مقابل العملة المحلية. أما التضخم فيعني زيادة في القيمة ترتبط بزيادة في سعر الذهب أو العملات الأجنبية مقابل العملة المحلية.

مثال للتضخم… إمراة اشترت أسورة ذهب تزن 5 جرام قبل الحرب بقيمة 100 ألف يعني 20 ألف للجرام.. اذا رغبت ببيعها بسعر اليوم الجرام بـ250 ألف.. وعلى ذلك فسعرها من المفترض ان يصل إلى مليون و250 ألف.

نفس هذا المثال يمكن ان يكون غلاء في حالة كانت الزيادة مرتبطة بالدولار، اذا تم شراء الجرام وكانت قيمته تساوي45 دولار، ويتم بيعه اليوم بقيمة 55 دولار..

الخلاصة ان الإعمار يجد طريقه للأرياف لأن أغلب المصانع فتحت هناك، لكن تظل الخرطوم هي الخرطوم..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى