تحضيرات الموسم الشتوي.. العلة في المركز

عبد الله بشير

يقبل المزارعون في مختلف الولايات على الموسم الشتوي والذي تكمن اهميته في ارتباطه بزراعة القمح والفول السوداني… ولا تحتاج أهمية نجاح هذا الموسم إلى كثير شرح في مثل الظروف التي يمر بها السودان حاليا.. خاصة في الولايات التي عادت إليها نعمة الأمن والأمان بعد ملاحم التحرير التي خاضها جيش السودان الباسل..

الآن تقع المسؤولية على حكومة الأمل ووزارة الزراعة لتطبيق شعارات أصبحت من المحفوظات مثل: “من يملك قوته يملك قراره”.. و”بالإنتاج لن نحتاج”..

لكن يبدو أن الموسم الشتوي تعترضه عقبات ومتاريس قد تجعل الإنتاج دون المتوقع.. قد يكون بعضها مقبولا في ولايات خارجة من أتون حرب وتعرضت لتخريب طال بنيتها الزراعية التحتية، لكن هناك أسباب تتعلق بالسياسات المركزية..

□ خلال الأسبوع الماضي دشن وزير الزراعة والري بروفيسور عصمت قرشي عمليات زراعة الموسم الشتوي بمشروع أمري الزراعي بالولاية للشمالية.. بلغت المساحات المستهدفة بالزراعة خلال الموسم الشتوي بالولاية أكثر من مليون فدان.. منها 300 ألف فدان قمح و100 ألف فدان فول المصري.. (خير وبركة)

□ أما مشروع الجزيرة فقد أعلن أنه يستهدف زراعة 400 ألف فدان بالعروة الشتوية.. (ربنا يسهل)..

□ وفي النيل الأبيض ناقش اجتماع برئاسة الوالي بشكل تفصيلي متطلبات مدخلات العروة الشتوية من حيث التمويل وتوفير التقاوى المحسنة والأسمدة وتكاليف تحضيرات الأرض للدخول في العمليات الزراعية لهذا الموسم.. وجاء في خبر في وكالة سونا بشأن الإجتماع: ” أشار التقرير الذي قدمه بنك السودان والبنك الزراعي السوداني عن ضعف التمويل للموسم الشتوي”، حيث دعا والي النيل الابيض لضرورة الإسراع في التحضير لهذا الموسم الزراعي المهم والذي تعول عليه الولاية كثيرا لتعويض الفاقد الزراعي في الموسم الصيفي.. وقال إن حكومة الولاية تسعى جاهدة لمعالجة المعوقات التي تواجه الموسم الشتوى.

وقالت وزيرة الإنتاج والموارد الاقتصادية بالولاية المهندس وصال الشيخ فرح لـ (سونا) ان الخطة التأشيرية لهذا الموسم بلغت حوالي 201 ألف فدان منها 120 ألف فدان بمحصول القمح، وأشارت إلى ان التحضيرات الأولية للموسم بدأت في بعض المساحات بمحليات الولاية، وابانت أن اجتماع اللجنة ناقش التحديات التي تعترض الموسم الزراعي الشتوي، وأضافت ان الوالي وجه بمعالجة المعوقات المتعلقة بالولاية والخاصة بالمركز والتى سيتم مناقشتها في زيارة وفد اللجنة الزراعية المتوقعة للمركز في غضون هذا الاسبوع وفي مقدمتها قضية التمويل والدعم لصغار المزارعين وبعض البرامج الداعمة للموسم الشتوي من قبل المركز والتي حرمت منها الولاية طيلة العامين السابقين، وأكدت أن الولاية آمنة ومستقرة مما يجعلها مستحقة للدعم الاتحادي للموسم الزراعي الشتوي (النيل الأبيض كانت أكثر شفافية في عرض مشكلة الموسم الشتوي)..

الولاية وضحت أن هناك تقصير من المركز في التمويل، وهو ما يجب الانتباه له والتحرك العاجل لمعالجته.. وعلى وزارة الزراعة ووزيرها (ابن جامعة الخرطوم) أن يكون شفافا في طرح موقف الاستعداد للمرسم الشتوي والمشكلات التي تواجهه وما فعلته الوزارة للمعالجة..

حكومة كامل أدريس طرحت الشفافية منهاجا لعملها، ومن المهم ان تطلع الرأي العام على حقيقة الموقف.. وما قدمته ويمكن ان تقدمه لحل الإشكالات وعلى رأسها عدم تمويل المزارعين في ولاية مثل النيل الأبيض.