
توقعات وديعة سعودية تهدئ السوق السوداني قبل توقيعها!
كتب: أبوعبيدة أحمد سعيد
سوق العملات السوداني يعيش حالة من الترقب بعد شائعات صحفية عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس إلى المملكة العربية السعودية خلال الأيام القادمة، بهدف توقيع وديعة محتملة بقيمة ملياري دولار. ورغم أن الاتفاق لم يُوقع بعد، فإن مجرد خبر الوديعة المحتملة أثار نشاطًا واسعًا بين تجار العملة والمضاربين.
الوديعة المتوقعة يُنظر إليها كوسيلة لمساعدة الحكومة السودانية في كبح جماح تدهور الجنيه بصورة مريعة، خاصة في ظل أزمة نقد أجنبي مستمرة واعتماد السودان شبه الكلي على الذهب كمصدر للعملة الصعبة. يُذكر أن 88% من الذهب السوداني يُصدر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أوقفت مؤخرًا وارداتها، مما زاد الضغط على الاقتصاد الوطني وسوق العملة.
السوق يشهد اليوم موجات من المضاربات النفسية، حيث يبدأ البعض بشراء الدولار استعدادًا لأي تأثير إيجابي محتمل على السعر، بينما يحاول آخرون البيع تحسبًا لعدم إتمام الاتفاق أو لأي تأجيل محتمل. هذا السلوك يعكس أن خبر الوديعة أصبح أداة نفوذ نفسي قبل أن يكون واقعًا ماليًا.
وبالرغم من أهمية الوديعة في حال توقيعها، إلا أنها حل قصير المدى لا يعالج العجز التجاري المستمر أو يخلق استقرارًا دائمًا في العملة. الاستثمار الذكي في تصدير الذهب وتوسيع أسواقه، إلى جانب دعم القطاعات الإنتاجية المحلية، سيظل العامل الأكثر استدامة لتحقيق توازن النقد الأجنبي.