أخبارربوع السودان

حفتر وحميدتي.. تحالف المفْلسين

تقرير: رانيا الأمين

العداء الذي يكنه اللواء خليفة حفتر تجاة السودان اصبح من الأمور المسلم بها، سواء على المستوي الداخلي أو الخارجي ، فقد عمد الرجل منذ ظهوره على المسرح الليبي على الإستعانة بحركات دارفور المتمردة، وقت ذاك، وضمها للقتال ضمن صفوفه. ولم يسلم السودان طوال السنوات السابقة من عداوات حفتر الذي ظل يحاول جاهدا الي إيجاد موطئ قدم له في السودان عبر المرتزقة.

وكشفت المحاولة الأخيرة لحفتر بإسناد مليشيا الدعم السريع عن طريق (كتيبة السلفية)، كشفت الخطط العدائية للرجل تجاه السودان،

بالهجوم علي النقاط الحدودية في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا بغرض الإستيلاء على المنطقة، الأمر الذي اعتبرته القوات المسلحة السودانية تدخلا مباشرا و تعدياً سافراً على السودان وأرضه وشعبه، وانه امتداداً للمؤامرة الدولية والإقليمية على البلاد. واستهجن السودان ان ذلك يمر تحت سمع وبصر العالم ومنظماته الدولية والإقليمية.

وأكد المجلس الإنتقالي السوداني عبر بيان صحفي أن السودان شعباً وجيشاً سيتصدى بقوة لهذا العدوان السافر. وقال الناطق الرسمي باسم المجلس سندافع عن بلدنا وسيادتنا الوطنية وسننتصر مهما بلغ حجم التآمر والعدوان المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة ومليشياتها بالمنطقة.

يبدو ان حفتر بدأ يستخدم مليشيا الدعم السريع سلاحا لمحاربة السودان امتدادا لمحاولاته لتحويل السودان الى بؤرة من النزاع والتشتت.

وتشير المعلومات الى ان العلاقة بين قائد مليشيا الدعم السريع وخليفة حفتر لم تكن وليدة اللحظة حيث ظل الأخير يقدم الدعم اللوجستي والعسكري لحميدتي عبر مسارين، الأول مسار لوجستي لنقل الوقود عبر خزانات منطقة زلة الى الكفرة، ثم عبر الحدود الى السودان. أما المسار الثاني وهو العسكري لنقل الآليات والذخائر من قواعد الجفرة وسرت إلى مطار الكفرة ومن ثم الى مليشيا الدعم السريع.

كثير من المتابعين للشأن السوداني يرون ان خليفة حفتر ليست سوى أداة لتنفيذ أجندات خارجية مدفوعة بقرارات أماراتية وروسية لدعم قائد المليشيا السوداني، خاصة أن طوح وأطماع الرجل حولا ليبيا الى ساحة مرتزقة كادت ان تفقده البوصلة والتحكم في قواته وقراراته.

لاشك ان هنالك عوامل مشتركة بين حفتر وحميدتي تحتم علي الأول دعم الاخير، باعتبار أنه في حال بسطت الدعم السريع سيطرتها على السودان فان ذلك يعزز هيمنة حفتر على جنوب ليبيا.

على الرغم من أطماع الرجلين وسعيهما للحكم إلا أنهما لم يتعدا انهما ادوات لتحقيق أطماع روسية أماراتية في السودان، غير أن تدخل حفتر في دعم المليشيا التي يقودها آل دقلو سليقي بظلال سالبة على ليبيا. ومن الممكن أن يمتد الصراع الى الداخل الليبي.

من جانبه توعد الجيش السوداني بالحاق الهزيمة بمليشيا الدعم السريع وداعمها حفتر في المثلث الحدود، خاصة وأنها منطقة إستراتيجية حيوية ومعبر حدودي إقتصادي بين الدول الثلاث (السودان ومصر وليبيا).

وتسعي مليشيا الدعم السريع للسيطرة على المنطقة التي تمثل جسرا تجاريا ولوجيستيا بين شمال وشرق إفريقيا إلى جانب ثرواتها ومواردها الطبيعية .

على الرغم من محاولة قوات خليفة حفتر نفي الإتهامات السودانية إلا أن نشطاء ليبيون أكدوا احتفاء بعض قيادات خليفة حفتر علي وسائل التواصل الإجتماعي بعمليات الدعم السريع علي مواقع الجيش السوداني في الشريط الحدودي.

من المؤكد أن خليفة حفتر وحميدتي يتلقيان الدعم اللوجستي والعسكري من الأمارات وروسيا، الا أن التحالف بينهما لتحقيق انتصارات في السودان يمثل تحالف المفلسين لتحقيق نصر زائف لن يستيطعوا الوصول إليه في ظل تأهب الجيش السوداني الذي يملك المقدرات التي جعلته يتغلب علي مليشيا الإرهابية وتقويض أحلامها في حكم السودان وطردها من المناطق التي سيطرت عليها سابقا، وأصبح من المستبعد ان تستعيد المليشيا قوتها السابقة أو قدرتها على تحقيق أهداف داعميها فالمواجهات التي تقودها ضد القوات المسلحة خاصة من أتجاه الشمال الغربي تنتهي بالهزيمة ويكون حصادها هروب القيادات وتبعثر القوات في الصحراء.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى