
د. كامل إدريس يحسم الجدل حول تعيين وزير الثروة الحيوانية ويكشف عن طابور خامس داخل أجهزة الدولة
متابعات
حسم رئيس مجلس الوزراء، الدكتور كامل إدريس، الجدل المثار حول تعيين د. أحمد التجاني وزيراً للثروة الحيوانية، مؤكداً في رده على سؤال لصحيفة (السوداني) حول كيفية تعيين وزير يحمل الجنسية الإماراتية، كاشفاً أنه سيتم تعيين بديل عنه. وواجه إدريس انتقادات حادة بسبب اختيار التجاني، الذي يعمل في دولة الإمارات منذ سنوات طويلة، مما أثار جدلاً واسعاً حول ملاءمة التعيين.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد مساء اليوم في منزل السفير السوداني بالقاهرة، حيث يقوم إدريس بزيارة رسمية إلى مصر. ونفى رئيس الوزراء وجود أي مفاوضات مع دولة الإمارات على أي مستوى، قائلاً: “أنا في القاهرة والبرهان في أم درمان”، في إشارة إلى غياب أي تنسيق مع الإمارات حول هذا الملف.
وأعلن كامل عن عودة الحكومة بشكل نهائي إلى العاصمة الخرطوم في أكتوبر المقبل. وأشار إلى الدمار الكبير الذي لحق بمؤسسات الدولة، موضحاً أن هناك خطة لإعادة تخطيط وسط الخرطوم والوزارات بشارع النيل بأحدث الخطط والأنظمة العالمية المتطورة.
وأوضح أن مصفاة الخرطوم وحدها تحتاج إلى أكثر من 2 مليار دولار لإعادة صيانتها، مؤكّداً أن أولوية حكومته تتمثل في توفير خدمات الكهرباء والمياه للمواطنين. معلناً أن أي وزير لم يحقق إنجازات ملموسة خلال ثلاثة أشهر سيتم عزله. وأضاف أنه سيتم تقديم مشروع “مارشال” لكل وزير لتنفيذه كجزء من خطة إعادة الإعمار.
واشتكى إدريس من كثرة التقاطعات وتغلغل الطابور الخامس داخل أجهزة الدولة، واصفاً المعاكسات بأنها كبيرة جدًا. وأشار إلى أن هذه التحديات تعيق جهود الحكومة في استقرار الأوضاع.
أعلن رئيس الوزراء عن زيارة مرتقبة لولاية الجزيرة الأسبوع المقبل، مشيراً إلى نجاح الموسم الصيفي بنسبة 80%، وبدء الترتيبات للموسم الشتوي. كما كشف عن خطة قومية لإعادة إعمار الولايات الأخرى، مؤكدًا أن الوضع فيها أفضل نسبياً من الخرطوم. وأشاد بتحسن الأوضاع في أم درمان، قائلاً: “الآن أم درمان أفضل من باريس – في الجانب الأمني”، مضيفاً أن الوضع هناك أكثر استقراراً.
كما أشاد كامل بالتسهيلات التي قدمتها الحكومة المصرية في مجالات التعليم والصحة وتسهيـلات العبور عبر المعابر الحدودية، إلى جانب معالجة متأخرات ديون الكهرباء، مما يعكس عمق العلاقات بين البلدين.
وأكد إدريس أن خروج المجموعات المسلحة من الخرطوم تم بسلاسة وبالتنسيق مع حركات اتفاق سلام جوبا، نافياً وجود أي خلافات مع هذه الحركات. وأشار إلى أن وزراء الحركات يعملون في تنسيق تام مع الحكومة.
ودعا رئيس الوزراء الإعلام إلى التركيز على القضايا الكبرى مثل العودة الطوعية للنازحين وإعادة تأسيس الدولة، مؤكداً أن هذه الملفات تشكل أولوية لحكومته في المرحلة المقبلة.
وكشف كامل أن الحكومة المصرية أكدت لهم أنه سيتم إطلاق سراح جميع الموقوفين من السودانيين في السجون المصرية على ذمة قضايا الهجرة، وسيتم إيصالهم إلى مناطقهم.
وبشر رئيس الوزراء بأن مطار الخرطوم سيفتح أبوابه من جديد خلال شهرين، حيث تُجرى حالياً أعمال إعادة التأهيل لاستقبال الرحلات الجوية.