
رصة حروف.. حامد أملس.. جنوب الحزام… خارطة جوع وسلاح
في مناطق جنوب الحزام ليس الحديث عن حياة كريمة بل عن النجاة من يوم لآخر، حيث يصبح الخروج من المنزل مغامرة محفوفة بالخوف والعودة سالما انجازا يحتفى به هناك حيث لا قانون يحترم ولا صوت للضعفاء باتت الحياة تمضي تحت وطاة غلاء لا يطاق وظلم لا يقاوم ونهب في كل زقاق.
جنوب الحزام اليوم هو مرآة لواقع مؤلم في قلب الخرطوم، مواطنوه يعيشون بين فكي كماشة غلاء المعيشة من جهة وتفشي الجريمة من جهة اخرى.. السلاح ليس فقط في أيدي الخارجين عن القانون بل صار وسيلة للبقاء لمن أراد أن يحمي أسرته في ظل تراجع الحضور الأمني في الأحياء السكنية.
نناشد المقاومة الشعبية والشرطة المجتمعية في مناطق جنوب الحزام أن لا تقف مكتوفة الايدي بل تتحرك بالتعاون مع المواطنين لتكوين لجان داخلية في الأحياء تأخذ على عاتقها مراقبة الأوضاع والتبليغ عن التحركات المشبوهة والحد من عمليات النهب والسرقة التي صارت خبرا يوميا مؤلما.
وعلى المنظمات الدولية والمحلية أن تتحرك الآن لا غدا لدعم مواطني جنوب الحزام، فالحاجة هناك لا تحتمل التأجيل.. كثير من الأسر باتت بلا مصدر دخل وآباء فقدوا أعمالهم وأطفال ينامون على جوع ويقظة من رعب.
نرجو من السلطات العليا أن تلتفت إلى جنوب الحزام بعين العدالة وتقوم بحملات كبرى كما فعلت في دار السلامات والثورات، فالخطر المحدق هناك أكبر والسلاح منتشر بصورة تهدد ما تبقى من أمان في العاصمة.
هذه صرخة من جنوب الخرطوم من قلوب أنهكها الخوف والجوع وعيون ما عادت ترى غير السواد..
نناشد القوات المسلحة وجهاز الأمن والشرطة والمقاومة الشعبية أن يتحركوا فورا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والنظر في أوضاع مواطني جنوب الحزام، فهم لا يطلبون سوى حياة بكرامة وأمن يليق بانسانيتهم.
لا تجعلوا صرختهم تذهب في الريح
ونضيف أخيرا
أن معالجة أزمة جنوب الحزام لا يجب أن تكون بردود الافعال المؤقتة بل بخطة أمنية وتنموية دائمة تضع المنطقة في قلب اهتمامات الدولة تشمل تعزيز البنى التحتية وتحسين التعليم والصحة وفرص العمل.. فلا أمن بلا تنمية ولا استقرار بلا عدالة في توزيع الاهتمام والخدمات على كل ربوع الوطن.