رأي

رصة حروف.. حامد املس/ حكومة الأونلاين.. وسلطة الفوضى

بسم الله الرحمن الرحيم

والسلام على وطن صار مسرحا للعبث وغابة تموء فيها الذئاب باسم السلام..

بالأمس وبينما الناس في معسكرات النزوح ينتظرون بقايا وجبة وأهالي المدن المحاصرة يبحثون عن جرعة ماء وأسر المفقودين تمشط الخرائط بحثا عن أثر خرجت علينا مواقع التواصل بما يشبه نكتة بايخة أو مسرحية سيئة الإخراج بعنوان تشكيل حكومة السلام المجلس الرئاسي لتحالف السودان التأسيسي

لا يا سادة ليست هذه حكومة بل قنبلة من العبث قذفت في وجه وطن يحتضر.. ولا هي حكومة السلام بل هي حكومة الوهم حكومة الاونلاين التي لا تملك أرضا ولا دستورا ولا صوتا من الشعب إلا صوت الرصاص والعمالة والصفقات القذرة..

محمد حمدان دقلو رئيسا.. يا للسخرية هل يقود رئيس مجلس الرعب والنهب والدمار ما تبقى من هذا الوطن المذبوح..؟

هل من فجر العاصمة ونهب البنوك وشرد الأسر وارتكب المجازر صار مؤهلا لقيادة مرحلة انتقالية؟..

أهذا هو السلام أم هذا هو نهاية السودان بشكل رسمي؟..

ثم من هم هؤلاء الذين جيء بهم كمجلس رئاسي؟.. هل شاركوا في انتخابات؟.. هل فازوا بتفويض من الشارع؟..، أم هم فقط نتائج صفقة مبرومة خلف الأبواب كتبت بالحبر الأسود على أوراق بيضاء ووقعتها أياد ملوثة بدماء الأبرياء..

وحكام الأقاليم الذين وزعتهم كأنك تقسم كعكة، هل هم ممثلون للشعوب أم ممثلون على الشعوب..

من فوضكم لتقسيم السودان إلى أقاليم بهذه الطريقة..

من قال لكم إن الخرطوم تحتاج إلى حاكم بينما هي الآن تحت قصفكم ومطامعكم..

أيها المتحالفون مع الخراب

لو كان فيكم ذرة من الحياء لاعتذرتم عن الظهور لا أن تعلنوا عن حكومة فاشلة قبل أن تولد

لو كنتم تبحثون عن السلام لألقيتم السلاح وعدتم للشعب لا أن ترفعوا راية الوصاية عليه وأنتم أبعد ما تكونون عن مشروع دولة.

ما حدث ليس إعلان حكومة بل إعلان حالة طوارئ أخلاقية وفكرية تؤكد أن هذه البلاد صارت مستباحة من كل متسلق وكل عميل وكل متمرد يحمل بندقية وصورة على البروفايل.

نقولها واضحة وبالخط العريض: هذه الحكومة المزعومة لا تمثلنا لا تمثل السودان لا تمثل الثورة ولا تمثل السلام

بل تمثل مشروع احتلال داخلي بثوب ملون بالكذب والتضليل والخيبة

وسيبقى السودان رغم كل ذلك عصيا على الخيانة

وشعبه أذكى من أن يخدع بواجهة سياسية يديرها حميدتي ومليشياته وتباركها بعض العرابين الجالسين في الفنادق..

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى