
عز الكلام/ عبد الله بشير.. “لجنة تهيئة البيئة للعودة”.. هل تعمم التجربة؟
لجنة تهئية البيئة للعودة لولاية لخرطوم برئاسة الفريق إبراهيم جابر مثلت تجربة جريئة لإعادة الحياة للعاصمة الخرطوم وفق رؤية علمية وعملية، يتم من خلالها التوسع في دائرة مشاركة العلماء وأهل الخبرة واستنهاض المجتمع للمشاركة في إعادة البناء والأعمار.
ورغم ان الوقت مازال مبكرا لتقييم تجربة اللجنة، إلا أنه من المهم الإشارة إلى أن وجودها يهدف لتجاوز تقصير الجهاز التنفيذي الذي لم يغادر محطة العمل الروتيني والتعلل بعدم وجود الأمكانات، في ظل ما تعرض له من تخريب متعمد بيد المليشيا وتجريف ممنهج في الفترة التي سبقت الحرب وأعقبت ثورة ديسمبر.
وتبقى ملفات استتباب الأمن في الخرطوم وتعافي الاقتصاد وإعادة الخدمات ودوران المشروعات تحديات حقيقية أمام اللجنة الأم واللجان الفرعية.. ولا مجال أمام اللجنة إلا اتخاذ خطوات ملموسة تعيد العافية لشرايين الخرطوم..
قرار مثل نقل المرافق الحكومية والاستراتيجية إلى مواقع بديلة كان بداية موفقة وجدت تأييد الكثيرين ولبت أشواق قديمة بضرورة إعادة النظر في أماكن وجود هذه المرافق.. وكذلك إيلاء اللجنة اهتماما كبيرا بإعادة تشغيل المصانع لتحقيق الاكتفاء من السلع الضرورية، وبذل الجهود في متابعة مشكلات عمل القطاعات الحيوية مثل الكهرباء الذي قدرت خسائره بمبلغ 468 مليون دولار فيما تحتاج الخرطوم إلى 14 ألف محول لتأمين وصول التيار إلى جميع الأحياء والمناطق السكنية.
العمل وفق رؤية وأهداف هو المطلوب في هذه المرحلة.. وكنا نتمنى أن تكون حكومة الأمل على قدر الأهداف التي رسمتها خطابات رئيس الوزراء د. كامل أدريس الأولى.. لكن يبدو أن الحكومة تفتقد إلى الأرادة والفاعلية المطلوبة لمقابلة تحديات فترة الإعمار، وقبل ذلك وضع أسس سليمة لاصلاح الخدمة المدنية ومحاربة الفساد وتحقيق الشفافية.. وهي الشعارات التي هتف بها رئيس الوزراء دون ان يبدأ تطبيقها على أرض الواقع حتى الآن.. وإلى أن تغادر الحكومة المدنية دائرة البطء والسلحفائية، فإن من المهم تطبيق تجربة لجنة “تهيئة البيئة للعودة” على المستوى الاتحادي وكذلك في الولايات، ولتكن تحت أي مسمى ووفق أهداف مرسومة، وهو ما من شأنه أن يغطى الفراغ ويحسم الفوضى الناتجة عن غياب الرؤية الاستراتيجية والتخطيط السليم والمتابعة اللصيقة، والتي حلت محلها العشوائية في الإدارة والتسيب في التنفيذ والعجز عن الإبداع والابتكار.