
عز الكلام/ عبد الله بشير.. لماذا لا يتم ترحيل أوراق الامتحانات إلى الخرطوم بدلا من ترحيل طلابها إلى ولاية الجزيرة؟
بحثت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم مع إداراتها آلية تجليس أكثر من 14الف تلميذ وطالب من الذين لم يجلسوا لأداء امتحان الشهادتين الإبتدائية والمتوسطة ليلتحقوا بامتحانات ولاية الجزيرة.
وشدد وزير التربية بولاية الخرطوم قريب الله محمد أحمد علي ضرورة التزام الإدارات برفع المعلومات الاحصائية الدقيقة بإعداد التلاميذ والطلاب الذين فاتهم الجلوس للامتحانات، مع إتاحة الفرصة لهم بالجلوس لأداء الامتحانات بولاية الجزيرة، وفقا لتفاهمات وتنسيق علي جميع المستويات الرسمية والتنفيذية والمجتمعية.
وتعهد الوزير بتقديم الرعاية النفسية والاجتماعية للتلاميذ إذ انهم يمرون بظروف تتطلب الدعم النفسي والاحتواء العاطفي.
ومن النقطة الأخيرة التي ذكرها الوزير فإنني أوجه السؤال إلى ولاية الخرطوم والسيد وزير التربية: هل من الدعم النفسي والإحتواء العاطفي مكأفاة الطلاب الذين لم يجلسوا لامتحانات المتوسطة والإبتدائي لأسباب خارج إرادتهم أن يتم ترحيلهم إلى خارج ولايتهم للجلوس للإمتحان؟.. ما ذنب الأسر التي تعيش في ظروف شظف العيش والمعاناة المستمرة أن تتحمل مشقة تسفير أبنائها الممتحنين إلى خارج الخرطوم وما يستتبع ذلك من رهق مادي ومعنوي لأداء الامتحان؟..
لماذا عقمت العقول عن اقتراح عمل مركزين مثلا داخل الخرطوم: أحدهما لبحري وشرق النيل، وآخر في الخرطوم لطلاب الخرطوم وجبل أولياء على أن تتكفل الولاية بترحيل الامتحانات من ولاية الجزيرة بدلا من ترحيل الطلاب إلى هناك..
محلية بحري كمثال وكما علمنا من بعض أولياء الامور، تداعت مبادرات بعد تحرير الجيش لها في آخر يناير الماضي لدعم مسيرة التعليم في بحري التي تضررت جدا من عبث المليشيا لها والخراب الذي الحقته، فكانت مبادرة بمدرسة البرير في حي الختمية ومدرسة صفية بنت عبد المطلب بالشعبية شمال.. توقفت مبادرة مدرسة البرير لعدم توفر أدنى متطلبات العملية التعليمية، وهناك اتهامات بأنها لم تجد أي سند من المدير التنفيذي المكلف للمحلية (السنوسي) على أثر ذلك تحول الطلاب كلهم إلى مدرسة الشعبية.
الغريب في الأمر أن أساتذة المدرسة على الرغم من اجتهادهم مع التلاميذ منذ شهر أبريل الماضي إلا انهم وكأنه ليس لديهم تنسيق مع وزارة التربية ولاية الخرطوم الني يبدو أنها فقط حصرت نشاطها في محليتي كرري وأمدرمان
الملاحظ أن المدارس الخاصة بدأت في التدريس للعام الجديد وعلى مرأى ومسمع من الوزارة ولكن لا حياة لمن تنادي..
والحال ينطبق على عدة مبادرات قامت في محلية جبل اولياء.. وقد علمت من أسرة احد الطلاب الذين لم يلتحقوا بامتحانات المتوسطة أنها تستعد للانتقال من الحلة الجديدة الخرطوم لايجار منزل بمنطقة الشقيلاب حتى يلتحق ابنها الممتحن بأحد المدارس هناك التي قيل انها ستلحق طلابها بامتحانات ولاية الجزيرة.. فأي رهق وتغيير في حياة الناس سيتم جراء قرار الإلحاق بامتحانات ولاية الجزيرة؟.
ما مصير طلاب محلية بحري وشرق النيل والخرطوم وجبل أولياء.. أم أنها خارج إدارة ولاية الخرطوم وتم تتبيعهم لولاية الجزيرة؟
وهل عقمت العقول فلم تجد أفكار سوى ترحيل الطلاب أم أن في الأمر شبهة تبديد؟