
علقت على شجرة وعُذبت حتى الموت.. رحيل قسمة شهادة دامغة على وحشية المليشيا
متابعات
في السودان، لا تزال القصص المأساوية تتوالى، كاشفةً عن حجم العنف الذي يعيشه المدنيون وسط صراع دموي لا يعرف نهاية.
برزت حكاية قسمة علي عمر، الفتاة التي تنتمي إلى قبيلة الزغاوة من إقليم كردفان، والتي تعمل مزارعة، كشاهد على فداحة الانتهاكات في السودان، بعدما تعرّضت لتعذيب وحشي انتهى بموتها في ظروف صادمة.
وفق ما تم تداوله، أقدم عنصر في قوات الدعم السريع يُدعى عبدالله محمد، الملقب بـ”الصكا”، على تعليق قسمة بحبال على شجرة لساعات طويلة، مع توثيق الواقعة بالصور والفيديو.
انتشر المشهد سريعًا على منصات التواصل، لتتداول وسائل الإعلام أخبار وفاتها متأثرة بالتعذيب القاسي، وسط روايات أشارت إلى أن السبب كان اتهامها زورًا بالتواصل مع “جهات معادية” بعد إرسالها رسالة صوتية إلى أحد أقربائها.
في ظلال الحرب الضارية التي تعصف بمنطقة دارفور السودانية، تبرز قصة الفتاة “قسمة علي عمر” كمأساة تلامس أعماق الضمير الإنساني.
إذ تعرضت هذه الفتاة البريئة لأبشع صنوف التعذيب، على يد أحد عناصر قوات الدعم السريع، حيث وثق الجاني فعلته المروعة بتعليقها على شجرة مستخدما حبلا، لتنتهي حياة قسمة تحت وطأة الألم والعذاب.
هذا المشهد البشع أثار موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر ناشطون عن أسفهم العميق لما آل إليه مصير قسمة، مؤكدين أنها فارقت الحياة مظلومة تحت تعذيب مليشيا الدعم السريع.
وكل ذلك فقط لأنها أرسلت رسالة صوتية بلغة قبيلتها لأحد أقربائها، فاتهموها زورا بالتعاون مع جهات معادية، رغم براءتها وعدم تورطها في أي صراع أو علاقة بالحرب.
وكتب آخرون “قسمة، ابنة مدينة نيالا وابنة قبيلة الزغاوة، دفعت ثمن لغتها وانتمائها، ليغدو رحيلها شهادة دامغة على وحشية المليشيا التي لا ترحم النساء ولا الأبرياء”.
وقال ناشطون إن قسمة علي عمر رحلت وهي معلّقة على شجرة، كشمعة أطفأها الظلم، لكنها بقيت تنير درب الحق بدمائها الطاهرة.
وعلق سودانيون على الجريمة بالقول، “قسمة لم ترحل موتا عابرا، بل استشهدت لتكون شاهدة على وحشية المليشيا التي لا تفرق بين امرأة ورجل، ولا بين بريء ومقاتل”.
وأضافوا أن رحيلها كسر حاجز الصمت، وصارت صورتها تروي أن هذه الحرب ليست ضد السلاح وحده، بل ضد الهوية، وضد اللغة، وضد الذاكرة أيضا.
وأشار مدونون إلى أنها لم تترك خلفها وصية مكتوبة، لكن دموعها المسفوكة وآخر أنفاسها تحت التعذيب قالت الكثير: قد يقتل الجسد، لكن تبقى الكرامة عصية على الموت.
وأكد سودانيون أن قسمة علي عمر لم تعد مجرد فتاة من نيالا، بل أصبحت أيقونة للمظلومين، وصوتا أبديا يصرخ في وجه الجلادين: “أنتم يمكن أن تغتالوا الأرواح، لكنكم لن تُسكتوا الحقيقة”.