
مصيدة كردفان
عبد الله بشير
نجحت القوات المسلحة والقوات المساندة لها خلال أقل من يومين في استعادة أربعة مناطق استراتيجية بولايات كردفان مترامية الأطراف، فبالأمس تم تحرير أم سيالة وإطباق الخناق على بارا وهزيمة قوات عبد العزيز الحلو في “برنو” ، بعد أن تم تحرير أم دم حاج أحمد وكازقيل وتحويل الهجوم على بابنوسة إلى هزيمة نكراء لمليشيا الدعم السريع ..
الإنتصارات التي تحققت هذه المرة ليست عابرة وجاءت نتيجة تخطيط استراتيجي ميداني محكم، ضرب غرور مليشيا الدعم السريع قبل أن يحصد جنودها وعتادها المتطور..
ورغم عدم الإعلان الرسمي عن هذه الانتصارات واحتفاظ الجيش السوداني بوصفة التفوق وعدم إفصاحه عن كيفية تفكيك شفرة المليشيا في كردفان، إلا أن ما تم بثه من فيديوهات كان كافيا للتدليل على ان هناك عملا ميدانيا إحترافيا يتم في أرض المعركة..
وأبلغ وصف لما جرى هو ما كتبه أحد المنفعلين بالإنتصارات على موقع فيسبوك (من يقاتل بخطة يهزم من يقاتل بالصدفة).. وأزيد على ذلك أن من حملته عصبية أو مال أو حب سلطة وتسلط لن يقف في وجه من كانت قضيته الوطن والأرض والعرض..
ولعل ما أثلج صدور السودانيين هو تلك العزيمة التي رأوها في جنود القوات المسلحة والقوى المساندة في القوة المشتركة لحركات دارفور وقوات درع السودان، وهم يؤدون دورهم في الميدان بتناغم يؤكد وحدة الصف الميداني، بعد أن حاولت آلة الداعمين للمليشيا أن تخلخل هذه الوحدة وتشيع أنها ليست على قلب رجل واحد.
هذه الإنتصارات مثلت ترياقا لآلام السودانيين من غطرسة المليشيا وأهدارها لأرواح مواطني الفاشر الأبرياء وتشريد من تبقى منهم، وهو ما قامت بتكراره في مدن كردفان حتى اضطر الآلاف للنزوح ومفارقة مناطقهم.
المهم أن معارك كردفان جعلت السودانيين بستعيدون الثقة في جيشهم وفي أنفسهم، وأثبتت لهم صحة مواقفهم القوية في عدم القبول بأنصاف الحلول.. وأن رهان قوى الخارج بتسليم أمر السودان للرباعية لن يتحقق حتى وإن تعددت أساليب الضغط الدبلوماسي، اعتقادا أن السودان قد وصل مرحلة الإنهاك الشامل الذي يجعله يقبل تسوية بأي ثمن..






