رأي

منشآت سنار عاصمة الثقافة الإسلامية… يا والي سنار!

سنار تصرخ من تحت الركام: من المسؤول؟..

نوافذ إعلامية/ مرتضى الزبيرمنصة حضارية لإحياء التراث وتعزيز التنوع، لا لدماره

في عام 2009، اختارت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) مدينة سنار السودانية لتكون *سنار عاصمة الثقافة الإسلامية 2017* عن المنطقة العربية، تقديرًا لإرثها التاريخي ودورها الريادي في تأسيس أول دولة إسلامية سودانية.

كان الحدث فرصة ذهبية لإبراز الوجه الحضاري للمدينة، وتعزيز حضورها الثقافي على المستويين الإقليمي والدولي.

لكن ما كان ينبغي أن يكون مشروعًا مستدامًا لإحياء التراث، تحول إلى مشهد مؤلم من الإهمال والتدهور والخراب.

فبعد انتهاء العام الثقافي، غابت الخطط الحكومية لأعمال الصيانة الدورية، وتلاشت البرامج الثقافية والحراك المجتمعي الذي كان من المفترض أن يحافظ على هذه المنشآت التي شُيّدت خصيصًا للمناسبة. تُركت هذه الثروة الثقافية لتواجه مصيرها المحتوم في صمت، وكأنها لم تكن.

كتبنا في هذه الزاوية، وكتب غيرنا، ولا حياة لمن تنادي.

ولم يبقَ إلا أن يكتب طوب الأرض، بل أن تكتب المباني نفسها عن حالها، وتصرخ في وجه الزمن القاسي:

*”أغيثوني!”*

– أجزاء من المتحف سقطت تمامًا، وأخرى آيلة للسقوط، بما في ذلك القباب الأربعة التي كانت رمزًا للهوية المعمارية الإسلامية.

– الأبواب مخلعة، بعضها يستريح أرضًا، وبعضها مفقود.

– التيار الكهربائي يعمل نهارًا بلا رقابة، والأنوار مضاءة في عز النهار.

– الجدار الغربي منهار بالكامل، وأجهزة التكييف تعمل في الفراغ.

– باب المولد مفتوح، والقباب متصدعة، في مشهد يبعث على الأسى.

– بئر المتحف لاتجد من يشغلها،ليروي الأرض والانسان والمبنى نفسه ينطبق عليه قول الله تعالى:

– *”وبئرٍ معطّلةٍ وقصرٍ مشيد”*

– رغم تزويد المنشآت بألواح الطاقة الشمسية، إلا أن الجيران يعانون من العطش، في مفارقة مؤلمة.

– البوابات الرئيسية بعضها غائب تمامًا، وبعضها ينام على الأرض بلا حراسة.

– المسرح المفتوح والمنشآت الأخرى في حالة يرثى لها، لا تحتاج إلى وصف، فحالها يغني عن السؤال.

أما القرية التراثية، التي كان يُفترض أن تكون نموذجًا حيًا للثقافة السودانية، فهي اليوم مجرد أطلال.

لا توجد قرية، ولا يوجد تراث، سوى الخرابات وأشباه المباني التي تذكرنا بما كان يمكن أن يكون.

ما يحدث في سنار ليس مجرد إهمال إداري، بل تضييع لفرصة تاريخية كان يمكن أن تضع المدينة على قائمة أميز مدن السودان ثقافيًا، وعلى خارطة الثقافة الإسلامية العالمية.

غياب الخطط طويلة الأمد، وانعدام الإدراك العميق لأهمية الحدث، جعلها تواجه هذا المصير المؤلم.

إننا نوجه نداءً إلى والي سنار،وادارة جامعة سنار٬ وإلى إدارات السياحة والثقافة، ومفوضية الاستثمار، وكل الجهات المعنية، لإنقاذ ما تبقى من هذه المنشآت، وإعادة الاعتبار لمدينة تستحق أن تكون منارة حضارية، لا أن تُترك للخراب والضياع.

فهل من مجيب؟

✒️ سيظل يراع “نوافذ إعلامية” مسنونًا حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا

الثلاثاء 19 أغسطس 2025م

وللنوافذ بقية mortda7519@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى