
مهند فضل.. حين تُولدُ الشهادة في ميادين العزّ
بهذا العنوان نعى الكاتب لام دينق نوت شول، الشهيد مهند فضل الذي تأكد خبر استشهاده قبل قليل في معارك كردفان.
وكتب شول: في زمنٍ عزّ فيه الرجال وثقلت فيه كفّة الباطل، بزغ من بين صفوف الشباب رجلٌ صدق ما عاهد الله عليه، ومضى في درب النور بعزم لا تلين له قناة ولا تنكسر له عزيمة. إنه الشهيد مهند فضل، أحد شباب الإسلاميين، ومن خيرة رجال فيلق البراء بن مالك، الذين حملوا على عاتقهم أمانة الكلمة والبندقية، ووهبوا أعمارهم للحقّ حتى آخر رمق.
في محاور كردفان… ارتقى جسدًا وبقي أثرًا
في يومٍ أمس، وعلى ثرى كردفان العزيزة، حيث تتقاطع رياح المعارك مع صلوات المجاهدين، كان مهند على موعدٍ مع المجد. لم يكن طالبًا للفرار، ولا ممن ينتظرون النصر وهم قاعدون؛ بل كان في الخطوط الأمامية، يتقدّم حيث يتراجع الآخرون، ويبتسم حيث تعبس الوجوه.
ارتقى شهيدًا، وارتفعت روحه إلى السماء كما يرتفع النسر حين يشقُّ عنان الأفق… ارتقى بعدما أثبت في ميدان الوغى أن القلوب المؤمنة لا تُقهر، وأن أبناء العقيدة لا تُكسر سيوفهم، ولو التفت حولهم العواصف.
لم يكن مهند من أولئك الذين تغرّهم الأضواء أو المناصب، بل كان جنديًا مجهولًا في الدنيا، عظيمًا في عين الله. عاش متواضعًا، صادقًا، لا يُرى إلا حيث تُسمع صيحات “الله أكبر”، ولا يُعرف إلا في ميادين الجدّ والعمل.
كان يتبع فيلق البراء بن مالك، ذاك الاسم الذي يحمل إرث الفداء، ويستدعي في الذاكرة سيرة الصحابي الجليل الذي طلب من الله الشهادة فنالها. ومهند، على ذات الدرب، سار بثباتٍ ورضا، حتى لقي وجه ربه وقد تشرّفت الأرض بدمه الطاهر.
قد يرحل الجسد، وتغيب الابتسامة التي كانت تبعث الأمل في القلوب، لكن المبدأ لا يموت، والبصمة لا تُمحى. سيظلّ اسم مهند فضل محفورًا في ذاكرة رفاقه، محفوفًا بالدعاء، ومضيئًا كقنديلٍ على طريق المجاهدين من بعده.
إن استشهاد مهند ليس خسارة، بل هو منارة. هو رسالة لكل من بقي: أن درب العزة مفروش بالتضحية، وأن من أراد النصر فليعرف أن ثمنه الدماء الزكية.
سلامٌ عليك أيها الفارس
سلامٌ على روحك، يا مهند، يوم خرجت من بيتك لا تبحث عن دنيا، بل عن رضا الله. سلامٌ عليك يوم وقفت في وجه الطغيان بسلاحك وإيمانك. وسلامٌ عليك يوم ارتقيت، ونحن نشهد أنك ما وهنت، وما ضعفت، وما بدّلت.
سلامٌ على شهداء الحقّ في كل مكان، وسلامٌ على كل من ساروا على دربك.
كتبنا عنك يا مهند، لا لنرثيك، بل لنُخلّدك، فأمثالك لا تُرثى… بل تُروى سيرتهم للأجيال، ليعلموا كيف تُصنع الكرامة، ومتى تُولد الشهادة.
وكتب عمر الفاروق مسؤول الإسناد المدني بفيلق البراء:
لا خير في سعة من الدنيا ضيعت طريق الآخرة إنما هو الله والجنة .
نزف إليكم الشهيد القائد مهند إبراهيم فضل مسؤول العمليات بفيلق البراء بن مالك شهيداً باذن الله وانا من بعده ممسكون بقضيتنا اما كرماء فوق الأرض وأما نلحق به شهداء
وكتب الصحفي عبدالرؤوف طه:
برحيل مهند إبراهيم فضل فقد الوطن سيفا بتار ودرعا واقي وفارسا مقداما
في الحقيقة لم يكن مهند فضل مقاتلا في المدرعات ومستنفر فحسب ، بل كان قائدا ملهما ،يتقدم حين يسيطر الخوف على الآخرين ، يتراجع حينما يكون التراجع انتصار وحفظا للأرواح
مهند لم يكن مسلحا بالبندقية فحسب ، بل كان يتمطى سلاحا عمليا بدرجة بكالوريس في الهندسة ،سلاحا اخلاقيا جعله يعمل سائق ترحال بعد عدم توقفه في الحصول على وظيفة لأنه لا يعرف الوقوف امام السلطان بحثا عن وظيفة او سلطة، فطوال عامي الحرب لم أراه يزور مسؤولا حكومي بورتسودان حيث مكاتب السلطة واستراحات المنعمين بيها بفضل قتال امثال مهند !.
مهند داعية خلوق ومتدينا وملم بقواعد دينه وعلومه ،
يوم ان استشهد اللواء ايوب عبدالقادر ،ارتسمت كابه من الحزن على المشهد
خرج مهند فضل ورفيق دربه يوسف العالم في مقطع مصور وتحت أزيز السلاح متحدثين عن ايوب وفضيلة الصبر وتقبل الجلل وضرورة الثبات لمواجهة العدو وان النصر ساعة صبر وقد كان !
هي الأقدار لازالت تختارنا تعرف مدى شدة ايماننا على الابتلاءات والشدائد !
هي الأقدار مازالت تختارنا لتختبر مدى صبرنا على فقد من نحب من الصادقين الأوفياء
هي الأقدار ذاتها التي جعلتنا نبكي حرقة على مهند فضل
رحيل مهند إبراهيم فضل كان مؤلم لحد الألم لجميع اصحاب القلوب والضمير الحية المكتويين من نيران الجنجويد حزنا على من أخذ روحه في كفه وذهب لساحات الوغي صدّا للعدوان وانتصار لحرائر وأطفال السودان
نحن تعودنا على نقل وسماع الاخبار المحزنة منذ وقت طويل والأخبار نفسها اعتادت علينا ولكن خبر رحيل مهند كان قاسيا وكسر صمودنا وصبرنا
لو ارادنا تقيم مهند لن تستطيع موازين الذهب ان تصل إلى وزنه ،فخسارته لخسارة للوطن ولأبناء جيله الخلص لا يمكن تعويضها او تقيمها بالأساس
لم تكن تحتاج الينا يا مهند في شئ بل كنا نحتاج إليك في كل شئ ،كنا نحتاجك وقت الانتصار لتبث الأفراح ،كنا نحتاجك وقت الخسارة والتراجع لتثبت القلوب ،كنا ندخرك لليالي الكالحات ولكنه الموت والشهادة
تقبل إلله شهيدا في الجنة