عبق الحروف.. الإنهيار الشامل
أبوعاقلة عياشي
نعيش هذه الأيام نشوة الإنتصارات في كل المحاور القتالية والفتوحات التي تقدمها لنا القوات المسلحة بكل مسمياتها والأخري الدبلوماسية التي خاضها الفارس المغوار الحارث إدريس.
وما يشفي قلوب الشعب السوداني الإنهيار الشامل الذي تعرضت له هذه المليشيا من كل الإتجاهات الميدانية والسياسية، فلنتحدث عن الإنهيار الخارجي وهذا مايترك سؤالا لا إجابة له.. غير أن المخطط كان كبيرا ومسنودا من دول كثيرة وظهر ذلك جليا بعد تقدم قواتنا المسلحة في كل المواجهات الميدانية مماجعل كل العالم ينظر للحرب في السودان ويتحدث عنها.. لكن إين كانت هذه الدول في الفترة السابقة؟.. لماذا لم تتحرك الدول التي تتصدر المشهد طيلة تلك الفترة؟.. وهذا يعني كتابة شهادة وفاة للمليشيا التي أصبحت تتساقط كاوراق الشجر.
ونستوحي من هذا التحول تجاه الجيش وإعطائة الشرعية الدستورية علي السودان بعد أن كانوا ينتظرون نتائج تؤدي الي تفكك الجيش والتغلب عليه من تلك المليشيا.
والناظر الي هذه المواقف كلها أتت في وقت واحد وكأنما متفق عليه.. وهذا مما يجعلنا نتأكد من إنهيار المليشيا وإتجاهها الي الزوال.
ومن المستغرب له ضغط إدارة جون بايدين علي الدولة الداعمة للمليشيا وجعلها تعترف بدعمها وتعد بعدم العودة له في هذا التوقيت الزماني المعين، لذلك علينا أن ندرك بأن العالم الخارجي ليس فيه نفع لنا ولا يريد خيرا بنا غير التشتت والدمار. وكذلك مجلس الأمن في جلسته الأخيرة التي شهدت إتفاق كل الدول الأعضاء بالإعتراف بشرعية مجلس السيادة وإدانة المليشيا.. كل ذلك يتزامن في وقت واحد.. هل هذا مصادفة ام بناءا علي نتائج الميدان العسكرية؟.
اما عن الإنهيار الداخلي فهذا واضح مثل ضوء الشمس.. الحمد لله قواتنا المسلحة كل يوما في تقدم جديد في كل محاور القتال واهمها قاعدة الزرق التي تمثل الموقع الإستراتيجي للمليشيا ويمكن لنا القول بإن أسر هذه المليشيا لأول مرة تتعرض لويلات الحرب ورحلة النزوح التي تجرعها الشعب السوداني وهم كانوا لا يعرفونها.. يا تري هل عرفوا معني فقد المأوي وبكاء الاطفال من صوت الدانات وغيرها؟.. لذلك تعتبر قاعدة الزرق من أهم مكاسب معركة الكرامة.