منوعات

رواية (نِمْر الكندو).. كاتبة سودانية تنفث في (خيوط الزأر) لترويض واقع المرأة

الصحفية والناشطة عفاف أبو كشوة تفتح بؤرة ضوء في واقع المرأة السودانية المظلم

عبد الله بشير/ سودان ديلي

صدر عن دار عزة للنشر والتوزيع رواية (نِمْر الكندو) التي تعتبر باكورة الإنتاج الأدبي للكاتبة السودانية والصحفية والناشطة الحقوقية عفاف أبوكشوة.. وستعرض الرواية التي يتوقع أن تكون جريئة في تناولها لواقع المرأة السودانية، في معرض القاھرة الدولي للكتاب مطلع يناير المقبل.
الإهداء
وجاء إهداء الرواية الذي خطه يراع الكاتبة:
إليكُن .. نساءَ الأرضِ قاطبةً
وإلى المرأةِ السودانيَّةِ على وجه الخصوص
وإلى اللواتي اكتوينَ..
بنيران الانتهاكات
من تنمُّر، وتحرُّش، واغتصابات…
لا بُدّْ يوم باكِر.. يبقى أخَيْر…!!!

وتقول ابو كشوة عن روايتها: “حلقت الرواية حول، المكان، الزمان، والتاريخ والحقوق وجدلية الحب والثورة.. إتساقا مع معركة الوعي عبر سلسلة محطات ومعارك، متداخلة ومتراصة، بدءا من رحيق الأمكنة، ومرورا بعبق التاريخ، حقوق المرأة، الحب والثورة، معركة الوعي، نمر الكِندو ، وإنتهاء بالنفق المظلم وبؤرة ضوء.

إنتهاكات ضد المرأة
وتصف الكاتبة ابو كشوة حكاية رواية ( نمر الكندو )، بأنها أقرب للواقع من الخيال، ومستمدة من مواقف وتحديات كثيرة، تعرضت لها المرأة السودانية، تعكس من خلالها تجاربها داخل المجتمع السوداني، حيث تناولت الرواية الإنتهاكات ضد المرأة والفتيات، التي واجهتها المرأة السودانية عبر التاريخ الحديث، وعالجت الصراع بين المجتمع التقليدي والمتحضر من جانب، وإزدواجية المعايير التي إنعكست في سلوكيات ومواقف بعض الناشطات اللاتي، ينتهكن حقوق رصيفاتهنّ.
أربعة نمور أيهما الأشرس؟
وحول إختيار عنوان الرواية تحت إسم (نمر الكندو) أوضحت أبو كشوة انه يمثل أحد (خيوط الزار) الشهيرة وأكثرها شراسة، والتي ظلت محفورة في الذاكرة الجمعية للمجتمع السوداني عامة والنساء على وجه الخصوص، حيث يحمل العنوان إيحاءات رمزية، تجسد رؤية نقدية في قالب ساخر تناولت أربعة حكايات مثيرة للجدل.
(بين الحقيقة والانتهاكات والطرفة).
واستطردت كاتبة (نمر الكندو): دعونا نتعرف على حكايات أربعة نمور..
أيهما أفتك؟
وأيهما النمر الأشرس؟
النمر القابع وراء قفص الجمجمة في المخ؟
أم النمر المخفي بين الضلوع في القلب؟
أم النمر المفترس في العقل الباطن؟
أم النمر الحر الطليق في الغابة؟
أربعة نمور خطيرة، واثنان منها، لا تسمع لهما زئير ..!!
بل تسمع أنينا صامتا من فرائسهن


وحول فحوى الرواية تقول عفاف ابو كشوة أنها استدعت احتدام الصراع بين الناشطات، وأسرهنّ، داخل البيوت من جانب، وعادات وتقاليد المجتمع، من جانب آخر.
واستطردت: تغذت وتشبعت الرواية من إبداعات المنتوج الفكري، والسياسي والأدبي، لكوكبة من القادة والمفكرين السودانيين، في مختلف ضروب الإبداع الخلاق، من الذين تركوا بصماتهم مضيئة على جدار تاريخ السودان الحديث. ووسط هذا العبق (الأمدرماني) العتيق الجميل المدوزن بأنفاس أهل أم درمان، وطيبتهم وأصالتهم ولدت بطلة الرواية (أم دلال بت الخدر)، تربت وشبت عن الطوق، ونشأت بين أحضان حي الموردة العتيق، ونمت بذرة الوعي لدى أم دلال ورصيفاتها، وتطورت تدريجيا من داخل الأسرة، وامتدت إلى المجتمع الكبير.
غاصت الرواية في أعماق العادات والتقاليد ، وعالجت بعض التناقضات مثل الثقافة الذكورية، التي تميز الرجل عن المرأة في الحقوق والواجبات، والمهام التي تبتسر حقوق المرأة الاجتماعية، وتحصرها في دور الزوجة، والأم، وربة المنزل. وإزدواجية المعايير عند بعض الناشطات اللاتي يمارسن الإنتهاكات ضد رصيفاتهن من الناشطات.
معركة وعي
كما عكست الرواية -بحسب الكاتبة- معركة الوعي التي خاضتها المرأة السودانية، خلال فترة الثمانينات، وتأثير الفكر الإشتراكي التقدمي، في رفع معدلات الوعي وسط النساء والشباب والطلاب، من خلال حضور الفعاليات، والندوات وكافة الأنشطة التطوعية الإجتماعية، والثقافية المتنوعة التي يقدمها (اتحاد الشباب) و(الاتحاد النسائي السوداني) ( الجبهة الديموقراطية) وسط الطلاب في العطلات الصيفية ، في إطار العمل المشترك بينهم بأحياء أم درمان المختلفة، والتي كانت (قبلة الأنظار) التي جذبت إليها قطاعات وشرائح واسعة من المجتمع الأمدرماني ، وجعلت معظم الفتيات والنساء يلتحقنّ بهذه المنظومات النسائية، والشبابية والطلابية .
واستعرضت الرواية بعض بنود قانون النظام العام، سيء السمعة الذي وضع على أيدي جماعة الإسلام السياسي – الأخوان المسلمين (الكيزان) في ظل نظام الإنقاذ البغيض. والذي ترى الكاتبة أنه كبل حركة المرأة داخليا وخارجيا، وحظر نشاطها العام، وإغلق دور التنظيمات النسائية السياسية، والمنظمات الحقوقية، التي ظلت أبوابها مشرعة، لدعم ومناصرة النساء اللاتي يتعرضن للعنف من قبل شرطة النظام العام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى