“دعامة تشاد” يقودون مغامرة الانقلاب على كاكا
هل تكون هناك مراجعة تشادية للمواقف وجرد حساب لسياساتها المستهترة التي أرتدت نصالها لتحدث جرحا في رقبة الرئيس كاكا نفسه
“دعامة تشاد” يقودون مغامرة الانقلاب على كاكا
قراءة: عبد الله بشير
حديث وزير الخارجية التشادي المتحدث باسم الحكومة عبد الرحمن غلام الله أمام الدبلوماسيين المعتمدين في تشاد اليوم الخميس يبدد فرضية قيام جماعة بوكو حرام بالهجوم على القصر الرئاسي الذي هو أقرب إلى محاولة إنقلابية خاطفة..
غلام الله قال بالنص أن المهاجمين “ينتمون لمجموعة عرقية واحدة ولكن لا يمكنني أن أخبركم المزيد”. ولاعلاقة للهجوم بأي منظمة إرهابية معروفة، لأنهم يتكلمون العربية الدارجة التشادية.
وأضاف أن “منفذي الهجوم قدموا من أحد أحياء العاصمة النائية ويحملون معهم أسلحة بيضاء ونارية خفيفة ومعهم تمائم يعتقدون أنها تقيهم من أي شيء، وكذلك الخمور”.
وإذا كانت مؤشرات التحليل تذهب إلى قيام عرب الشتات أو “دعامة تشاد” بهذا الهجوم فإن من المهم معرفة دوافع الهجوم أو “المغامرة الإنقلابية”… وما إذا كان هناك خيوط أجنبية قد نسجت تفاصيل ما جرى ليل الأربعاء.. ونعني هنا بالتحديد فرنسا التي مازال جنودها يحملون حقائبهم مغادرين لتشاد بقرار من حكومتها أسوة بعدد من حكومات غرب إفريقيا.. وقد تطال الاتهامات دولا عظمى حاضرة في ملعب غرب إفريقيا أوأخرى متطلعة للسيطرة ولها نفوذ في المنطقة..
لكن هل محاولة الإطاحة بالرئيس محمد كاكا يمكن أن تقتل في مهدها إذا كانت تقف من خلفها جهة مثل فرنسا بكل ما تملك من إرث استعماري وإستخباري في هذا البلد المجاور للسودان؟!..
صور كاميرات المراقبة التي بثها الإعلام التشادي تشير إلى أن العملية فاجأت الحرس الرئاسي نفسه الذي بدا على عناصره الارتباك في أول الأمر عندما اقتحم المهاجمون القصر بسياراتهم وبدأوا في إطلاق النار مباشرة.. لكن سرعان ما أعلنت الحكومة السيطرة على الموقف وقتل المنفذين، وبدأت اليوم فتح تحقيق لمعرفة الملابسات.
قد تكون أنجمينا تملك معلومات عن وجود تحركات تهدف للإطاحة بسلطة كاكا مما جعلها تتحسب للهجوم وتنجح في إفشاله، خاصة أنه لم يستحضر عناصر نجاح أخرى لمثل هذه العمليات مثل وجود متعاونين داخل القصر الحصين او معاونة من المعارضة ووجود خطة بديلة في حال فشل الهجوم.. مما يجعل الوصف المناسب للهجوم انه محاولة خاطفة لإزالة السلطة أو رسالة تهديد عالية الخطورة لجهات تريد للحكومة تشاد أن تعدل سياساتها التي لا باتت تتوافق مع مصالحها.
تداعيات الهجوم على الوضع السوداني يجب أن تكون حاضرة في هذه العملية.. السودان يملك أدلة دامغة على تواطؤ تشاد مع الأمارات لتسهيل دخول مقاتلي عرب الشتات والأسلحة الداعمة لمخطط تفتيت الدولة السودانية لصالح أطماع أبوظبي وجهات أخرى من وراءها..
وصف الحكومة التشادية للمهاجمين ينطبق تماما على القومية العربية أو ما أصطلح على تسميتهم بعرب الشتات وهي ذات القومية التي سمحت أنجمينا باستغلالها مع القادمين من النيجر وأفريقيا الوسطى لإيذاء السودان.. هاهي أنجمينا تتذوق بعضا من السم الذي وضعته للسودان..
وتبعا لذلك قد يكون هناك مراجعة تشادية للمواقف وجرد حساب لسياساتها المستهترة التي أرتدت نصالها لتحدث جرحا في رقبة الرئيس كاكا نفسه الذي أنقذه حرسه الرئاسي – وهنا لابد أن نستحضر أن حرس البرهان قد فدى قائده بالدم الغالي وأفشل المخطط الرئيس للإستيلاء على السلطة في السودان- فحرس قصر الرئاسة التشادي أغلق باب فتنة كانت ستلقي بأثرها السالب على هذا البلد غير المستقر والذي يملك تاريخا حافلا في الحروب الأهلية والفقر والفساد وكذلك تغيير معادلات الحكم في غمضة عين لصالح إحدى القوميات بالإنقلاب العسكري المباشر، منذ زمان الرئيس تمبلباي مرورا بعويدي وحسين هبري ثم إدريس دبي وانتهاء بالرئيس كاكا الذي خلف والده الذي قتل في في معركة مفاجئة في ظروف غامضة.