قصة وافد على وقع الأنين..
عبدالله عبدالرحيم
لم تترك الحرب التي لا زالت تدور رحاها منذ ان انطلقت شرارتها قبل عامين الا القليل من الشهور، لم تترك احدا إلا ووضعت فيه آثارا تدل عليها وتحكي احداثها، مرارتها، فجيعتها، عويلها، و صراخها، وحزنها..
قليل من الناس ألجمته المرارة والفجيعة فتسمرت روحه و َابت ان تغادر إذا ما أتت اللحظة إلا في أسوار بيته الذي ألفه وعشقه وبات حلمه ومأواه، فلم يقو على مغادرته رغم المرارات والأزمات..
لكن بالطبع الأغلبية وانا منهم آثروا المغادرة تاركين خلفهم كل شي إلا أرواحهم حملوها بين أياديهم ذهابا وإيابا خلال تجوالهم بحثا عن المأوى والحصن الحصين.
احتضنتنا ولاية النيل الابيض وحاضرتها ربك واسرتي الصغيرة، فصارت ملاذنا ومأوانا البديل..
وربك هذه تجد فيها الحلو والمر بيد ان من يمم وجهته نحوها من المفجوعين ظلت تزداد اعدادهم بضراوة، الحرب التي تحيط بالمنطقة احاطة السوار بالمعصم.. وفي هذا نحكي لاحقا زود ومدافعة تماسيح بحر ابيض وشركاؤهم من حاملي السلاح المقننين من مختلف القوات، فصارت سدا منيعاً وقوة عظيمة يصعب تخطيها وصولاً لبقاع الولاية العظيمة، رغم النواقص والفراغات التي يتخلل العدو من خلالها احيانا..
ذات المحطة كانت نزل ايضا لزملاء اعزاء اجتمعنا معا في بلاط صاحبة الجلالة وفي أزمة الحرب مرة اخرى، وفي هذا حكايات ومواقف سنحكيها لاحقا في كتابات قاذمة.
(قصة وافد على وقع الأنين) عنوان اجترحته ليكون بابا عريضا لحكايات كنا ابطالها طوال فترة الحرب ونحن نتقلب بين الولايات حضرها وريفها نتحسس افضلها ليكون لنا المأوى بعيدا عن تراجيديا تلكم الحرب الجهنمية ..
وهكذا هي الحياة تحملنا نحو مدارات لذيذة تكثر فيها انغام حكايات ستظل شامخة شاهدة على تلك الحرب الجهنمية، سنقوم بسردها منذ انطلاق الرصاصة الاولى وإلى الاجتياح الكبير وقد خلف المآسي والأحزان المرارات.. عسى ولعل ان تكون شاهدة على سنوات الحرب الفاجعة..