الجيش السوداني يقطع أشواطا كبيرة ويستعد لاستعادة مصفاة الخرطوم
متابعات
قطع الجيش السوداني أشواطا كبيرة لاستعادة مصفاة الخرطوم لتكرير النفط شمال بحري، حيث تمكن الأربعاء من تحرير مدينة الجيلي وعدد من المناطق في طريق المصفاة التي يسيطر عليها مليشيا الدعم السريع منذ الأشهر للحرب التي بدأت في أبريل 2025.
وأفاد مصدر عسكري لـ»القدس العربي» بأن الجيش فرض سيطرته الكاملة على منطقة حجر العسل وكافة المناطق التابعة لولاية نهر النيل التي كانت تحت قبضة قوات الدعم السريع ومن ثم تقدم جنوباً نحو التصنيع الحربي في منطقة قري ومصفاة الجيلي.
ولفت إلى وقوع معارك ضارية، وتدمير الجيش عدداً من العربات القتالية للدعم السريع واستلام مصنع روتانا ومعسكر السواقة من الناحية الشرقية للمصفاة بالإضافة إلى استلام معسكر الدفاع الجوي والتقدم حتى البوابة الشمالية لمجمع التصنيع الحربي.
وأكد سيطرة الجيش على مواقع الدعم السريع في معسكر «شاكوت» وفرق «السريج» التي تعد أكبر المناطق التي تضم تجمعات «الدعم السريع» شمال الخرطوم، إلى جانب تنفيذ كمين محكم لقوات إضافية حاولت الوصول إلى المصفاة بالقرب من معسكر «حطاب» ما أدى إلى تدمير عربات قتالية وقتل وأسر بعض منسوبي الدعم السريع.
بالموازاة، قال مواطنون لـ»القدس العربي»، إن الطيران الحربي نفذ غارات مكثفة على أهداف داخل مصفاة الجيلي، حيث سمع دوي انفجارات ضخمة وتصاعدت أعمدة الدخان.
وظلت منطقة الجيلي المتاخمة لولاية نهر النيل، والتي تضم مصفاة الخرطوم لتكرير البترول، أكبر المنشآت النفطية في البلاد وتقدر قيمتها السوقية بنحو خمسة مليارات دولار أمريكي، ميداناً مشتعلاً للقتال بين الجيش والدعم السريع وهو الأمر الذي أدى إلى التهام جزء من مستودعاتها، حسبما أفاد مراقبون وأجسام نقابية ولجان مقاومة محلية.
ويهاجم الجيش قوات الدعم السريع المتواجدة داخل المصفاة والمناطق المحيطة بها عبر ثلاثة محاور رئيسية، أولها من الناحية الشمالية عن طريق قوات الفرقة الثالثة مشاة «شندي» والحركات المساندة لها، ومحور ثان من ناحية الشرق والجنوبي الشرقي تجاه معسكر حطاب، وثالث من المنطقة الجنوبية عبر القوات المتحركة شمالاً من معسكر سلاح الأسلحة بالكدرو.
ويقول خبراء عسكريون إن تحرير الجيش لمصفاة الجيلي ستكون بمثابة الخطوة الأكبر لحسم معركة عموم العاصمة الخرطوم، مشيرين إلى أن المصفاة تضم أقوى كتائب الدعم السريع الصلبة، كما أن استعادتها ستفتح خط أمداد طويلاً من شمال السودان حتى مناطق شرق النيل والخرطوم بحري، الأمر الذي يضيق الخناق على الطرف الآخر في بقية المناطق.
وفي غرب السودان، قال ناشطون محليون في مدينة الفاشر، تحدثوا لـ»القدس العربي» إن المدينة تشهد هدوءاً حذراً في محاور القتال، بعد انتهاء المهلة التي أعلنتها قوات الدعم السريع- المحددة بـ48 ساعة، مساء الثلاثاء.
وكانت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش في مدينة الفاشر، قد أكدت انتصارها على الدعم السريع، في منطقة «جبل حريز» جنوبي الفاشر بولاية شمال دارفور.
وأشارت إلى أن طيران الجيش استهدف تجمعات للدعم السريع شرق الفاشر، مما أسفر عن تدمير 10 مركبات قتالية وعدد كبير من القتلى في أوساط عناصرها.
وفي الأثناء، هاجمت مسيرات انتحارية تتبع لقوات الدعم السريع، فجر الأربعاء، محطة أم دباكر الكهربائية في ولاية النيل الأبيض قبل أن تتصدى لها مضادات الجيش الأرضية وتسقطها دون وقوع خسائر.
وقالت الفرقة 18 مشاة في مدينة كوستي إن المضادات الأرضية للفرقة تمكنت من التصدي لـ7 مسيرات انتحارية. وأضافت: «إن المسيرات كانت تستهدف محطة أم دباكر الكهربائية، حيث تم إسقاط نحو أربع مسيرات قبل بلوغ الهدف».