تقارير

حكومة المنفى.. صراعات وَاتهامات داخل (تقدم)

تقرير: عبدالله عبدالرحيم

بدأت أطراف عسكرية داخل تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” تعلن بوضوح عزمها تشكيل حكومة في المناطق التي يفرض الدعم السريع سيطرته عليها، بالتوافق التام معه، فيما واجهت الفكرة تصديا كبيرا من القسم المدني صاحب القرار الفعلي في الحكومة المزمع إعلانها. وقد تباينت الرؤى والمواقف حول إعلان هذا التشكيل و على إثر ذلك تصاعدت حدة الخلافات داخل “تقدم”، بشأن حكومة المنفى التي بدأ التحالف يتحدث عنها منذ العام الماضي، وفي خواتيم اجتماعاته التي عقدها بالعاصمة اليوغندية كمبالا..

أجندات واتهامات

ونجد ان التباينات بدأ فصلها أمس الأول حينما شن الهادي إدريس، عضو قيادة التحالف، هجومًا حادًا على المتحدث باسم التنسيقية بكري الجاك، في ظل تباينات متزايدة حول إدارة التحالف ومسار مواقفه السياسية. وأفادت مصادر مقربة من “تقدم” بأن الهادي إدريس انتقد علنًا تصريحات المتحدث الرسمي، معتبرًا أنها لا تعكس الرؤية الحقيقية للتحالف، مما أثار جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية. وأشار ادريس، الى ان تصريح الجاك متعجل وان المشاورات ما زالت جارية، واتهم جهات ما بتنفيذ اجندتها. ويأتي هذا الخلاف في وقت يواجه فيه تحالف “تقدم” ضغوطًا كبيرة لإثبات تماسكه السياسي، خاصة وسط الأوضاع المتوترة في السودان، حيث يسعى التحالف إلى تقديم رؤية موحدة بشأن مستقبل البلاد. ولم يصدر بعد تعليق رسمي من قيادة “تقدم” بشأن الخلاف، إلا أن بعض المراقبين يرون أن الانقسامات الداخلية قد تؤثر على دوره في المشهد السياسي السوداني خلال الفترة المقبلة.

وللتوضيح أكثر بحسب تقارير صحفية، فإن تقدم و خلال اجتماعات عنتبي بيوغندا (6 ديسمبر) ناقشت فكرة الحكومة فى مناطق المليشيا وتبنى المشروع الهادى ادريس وتم تشكيل آلية لمعالجة الموضوع ، ولم تصدر توصيات محددة ، بينما شرعت تلك المجموعة فى اجتماعات مع قائد ثاني مليشيا الدعم السريع حول شكل وطبيعة الحكومة ومكوناتها. وخلال الأيام الماضية جرى استقطاب حاد واعلنت قوى فاعلة نفض يدها عن الفكرة..

تأثيرات خارج التحالف

ويشير متابعين وخبراء إلا أن هذا الخلاف ربما نتج جراء التقدم الملحوظ الذي بدأت تحرزه القوات المسلحة على مسارح العمليات المختلفة، فيما جرى حديث تناقلته الأوساط المختلفة عن لقاءات وتفاهمات جرت مؤخرا بين إسلاميين لهم ارتباطات بالوضع العملياتي َوالدعم السريع يقتضي بإيقاف الحرب، َولم يقطع المراقبون ما ان كان الجسم المدني لتقدم ذا الصلة الواسعة بالدعم السريع على علم بتفاصيل تلك التفاهمات او غيره. لكنهم اشاروا الى ان اية تفاهمات بين الطرفين قد تعزل جسم من اجسام تقدم، مدني او عسكري وهو ما جرت دوافعه تظهر مع ظهور الدعوة لتكوين حكومة المنفى.

إنهزام داخلي

فيما يرى الخبير والمحلل السياسي والمختص في الشأن الدارفوري عبدالكريم أبوجيهان، إن ما يجري الآن داخل هذا الجسم يعتبر انهزام داخلي وهو فرفرة مذبوح، مبينا أن ما يقال حول حكومة المنفى ليس بأمر وطني ولا يجد تأييدا داخليا مقابل العنف الذي ظل يتعرض له مواطنو السودان بصورة جمعاء وأهل دارفور بصورة أخص.. واعتبر الدعوة لحكومة منفى هي “أحلام ظلوط” داعيا متبنيها بالتسليم لان الشعب حزم امره ولن يعطي مجالا لحكومة لصوص تسوسه من بعد على حد تعبيره.. وقال أبو جيهان إن السودان وصل لمرحلة انحطاط لم يصلها حتى في عهد الانجليز حيث انه لم يتعرض لمثل هذه الاهانة ولطالما نجد ان مجرمي الدعم السريع يقفون مع تلك الحكومة المزمع تكوينها يشير الى انها صورة اخرى لدعم الجنجويد واعادة تدويره عبر الشرعية.. وأضاف: مواقف الهادي ادريس والطاهر حجر مخزية ولن تمثل انسان دارفور البتة..

مشاورات الأفريقي

يأتي هذا فيما دعا الاتحاد الأفريقي، إلى إجراء مشاورات جديدة بشأن الأزمة في السودان، في إطار جهوده المستمرة لإيجاد حل سياسي شامل ينهي الصراع الدائر منذ أبريل 2023. وأكد الاتحاد أن هذه المشاورات تهدف إلى جمع الأطراف السودانية على طاولة الحوار، ومناقشة آليات وقف إطلاق النار، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ووضع خارطة طريق لاستعادة الاستقرار. ويأتي هذا التحرك في ظل تعقيد المشهد السياسي والعسكري في السودان، حيث يسعى الاتحاد الأفريقي، بالتعاون مع شركاء إقليميين ودوليين، إلى تعزيز جهود الوساطة ودفع العملية السلمية إلى الأمام، بما يضمن وحدة السودان وسلامة مواطنيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى