
الخطة (أ).. مرحلة فرز الرجال
عبد الله بشير
يوم أمس انهارت مليشيا الدعم السريع في ثلاث ولايات دفعة واحدة، لتنضم إلى ولاية سنار المحررة.. سقطت المليشيا في الجزيرة والنيل الأبيض والخرطوم بعد أن سطر أبطال القوات المسلحة والقوات المساندة لها اروع ملاحم النصر . جاءت أخبار الفتح الكبير والإكتساح العظيم قرية بعد قرية ومدينة بعد أخرى في غضون ساعات معدودة، وكما حدث في أحياء بحري وشرق النيل والقيادة العامة، لم يصمد “أشاوس” المليشيا أمام بأس قواتنا الباسلة التي كانت عند الموعد، وفي لمح البصر جاءت البشريات بتحرير مناطق واسعة في الجزيرة، شملت الخيران والمجمع والمخيرف والطيار وابوقوتة والمحيريبا
وود بلال والعيكورة والنديانة والعمارة طه والمسلمية وخلاوي ودالفادني ثم طابت وتمبول ورفاعة وبرنكو
والهلالية، والأخيرة مناطق شرق الجزيرة التي ارتكبت فيها المليشيا المجازر وبطشت بأهلها ونكلت بهم، ورمتهم في المعتقلات وتركتهم فريسة الجوع والأمراض.. ثم التقت المتحركات في الحصاحيصا ومصنع سكر الجنيد.
وفي النيل الأبيض دحرت قواتنا المليشيا بمدينة نعيمة وطاردتهم حتى تخوم مدينة القطينة ففروا إلى جبل أولياء، التي يشتغل فيها الطيران قصفا وتمزيقا لمجموعاتهم الهاربة عبر الكبري..
وكما قلنا أمس فإن المعركة ما زالت على أشدها، وما زال الجيش متقدما في تنفيذ الخطة (أ) التي يطبقها من درسوا في الكلية الحربية والمعاهد العسكرية، وها هو يجني ثمرات الصبر والعمل الإحترافي، الذي جعله يستعيد اجزاء كبيرة من الخرطوم ومدن كبرى مثل أم روابة في شمال كردفان التي فكت الخناق حول الأبيض عاصمة الولاية، مما يعني دخول قواها الضاربة لإسناد المعركة.. ولا ننس ما تقوم به القوات المشتركة في الفاشر عروس دارفور الصامدة التي تكسرت عندها نصال المؤامرة المسنودة بدعم مرتزقة حفتر ليبيا وكاكا تشاد.
في غضون ذلك أبت المليشيا إلا ان تؤكد جبنها وفشلها الذي تحاول مداراته باستهداف المدنيين عبر القصف المباشر، وما قامت به أمس في سوق صابرين بأم درمان يؤكد ذلك، بعد أن أزهقت أرواح العشرات حقدا وغلا لجموع هذا الشعب المسالم.. تحولت المليشيا إلى فئة إرهابية بكل ما تحمل الكلمة من معني، تمارس أساليب داعش المتطرفة، وهو ما يستدعي من العالم تصنيفها على هذا الأساس وليس اعتبارها طرفا ثانيا في الحرب يتم مساواته بجيش البلاد المنوط به حماية مواطنيه من إرهاب الدعم السريع وملاحقتها والقضاء عليها.. فلا حوجة لتفاوض ولا “تحانيس” بعد أن وقع الشهداء بدمائهم على وثيقة استرداد الكرامة، وأعطت ارواح المدنيين المغدور بهم الضوء الأخضر للسير في طريق الحسم.
ما حدث من قصف على سوق صابرين تكرر ويتكرر في مناطق أخرى أهمها الفاشر التي لم تسلم فيها تجمعات السكان وقرى نازحين وحتى المستشفيات ودوانكي المياه من الاستهداف المستمر للمدنيين وأماكن الخدمات.
تحاول المليشيا التملص من الخطة (أ) وهي المواجهة الميدانية التي لم يكن قادتها الهوان ومقاتلوها المغيبين من رجالها.
هذا التملص كما أشرنا من قبل سيدفع المليشيا إلى التقهقر الى الخطة (ب) وربما (ج) و(د) وإعطاء الحرب أبعادا جديدة تطيل أمدها وترفع تكلفتها مستخدمة في ذلك أخس الأساليب وأحقرها.. وسنواصل في قراءة سيناريوهات خطط المليشيا على ضوء خطاب قائدها الأخير..