
عز الكلام.. الشريف “مبسوطين منو”
عبد الله بشير
ولاية الجزيرة ولاية “مرحومة” بوقفة أبنائها ورجالها، فقد قيض الله لها فضلا كبيرا وخيرا باسطا، بفضل وقفتهم، حتى انداحت البركات على عاصمتها ود مدني ومحلياتها الثمانية، فأصبح حالها يتبدل يوما بعد يوم إلى الأحسن..
ركام الخراب والسرقة والتدمير الذي عاثته مليشيا الدعم السريع في مؤسسات حكومة الجزيرة ورئاسات المحليات كان كبيرا.. مما جعل التحدي مزدوجا امام الحكومة وأهل الولاية، فمع تحدي تقديم الخدمات وأهمها الصحة والتعليم، فهناك تحدي ان تقف المؤسسات من نقطة الصفر لتباشر مهامها التنفيذية في ظل غياب الكرسي الذي يجلس عليه الوزير وعدم وجود معينات العمل.. وهو ما تحاول الولاية معالجته بالصبر و”المباصرة”.. وكما قال أحد كبار المسؤولين في وزارة التربية بالولاية أصبحنا نستغل الركشة والمواصلات العامة في الوصول إلى العمل..
من قبل أوردنا مقولة احد وزراء الولاية أن امورهم “ماشة بالمبادرات” التي يقودها أبناء الولاية.
بالأمس كنت شاهد “شاف كل حاجة” لمبادرة العقيد بركات الشريف قائد قطاع الجزيرة بقوات درع السودان، وهو يزور وزارتي الإعلام والتربية والتعليم ويعقد لقائين هامين مع وزيري الوزارتين، جاء الشريف وبرفقته وفد كبير ليعلن إطلاق مبادرة إسناد الولاية..
جاء الوفد ليستمع بقلب مفتوح إلى هموم واحتياجات الوزارتين التي تحول دون القيام بالدور المطلوب..
وتعهد الشريف بالوقوف بقوة لإعادة تشغيل إذاعة وتلفزيون الجزيرة، كما قام مباشرة بالتوجيه بتوفير 3 سيارات لوزارة التربية بعد ان وقف ما آل إليه حالها، فحتى الوزير بلا سيارة.. كما تبرع بأجهزة حواسيب ومكيفات وطابعات وشاشات وغيرها.. تزامن ذلك مع حملة صيانة المدارس التي بدأت بالفعل بالمدرسة الغربية التي قطع العمل بها شوطا كبيرا ضمن حملة كبيرة تشمل في مرحلتها الاولى عدة مدارس، وهو عمل كبير يسهم في استقرار الطلاب الذين لا يجدون الكنب الذي يجلسون عليه.
الأمر لم يتوقف عند حدود احتياجات الوزارتين وإنما امتد دعم قوات درع السودان بقيادة اللواء كيكل إلى مشروع الجزيرة الذي دخل مرحلة التحضيرات للموسم الصيفي.. فقد ذكر الشريف انهم شرعوا في نظافة الترع والقنوات بمكتبي الحرقة والمعيلق، وذلك في إطار عمل اوسع سيشمل أقسام المشروع المختلفة.
أعجبني تفهم قائد قطاع الجزيرة لدور الإعلام وقناعته الواسعة بدوره الممتد في حرب الكرامة، وهو ما جعله يبدأ جولته بزيارة وزارة الإعلام التي يعتبرها الكثيرون وزارة ثانوية، لكن اهتمام الدرع ورجله الهمام ابن الجزيرة الشريف اعاد الإعتبار للإعلام ووزارته المنسية.
اتجاه درع السودان للمساندة دفعة مقدرة لإعادة إعمار ولاية الجزيرة، فقد حمل جنوده السلاح وحرروا ولاية الجزيرة وأجزاء كبيرة من ولاية الخرطوم يتقدمهم اللواء كيكل، ورأينا بسالتهم وتضحياتهم و”حرارة قلبهم” في المعارك التي جعلت الدعامة يهربون قبل وصول “الدراعة” إليهم.. وهاهم اليوم بنفس الجسارة يتجهون لحمل معاول البناء بنفس العزيمة..
لسان حال الجميع في وزارتي الإعلام والتربية عقب زيارة وفد درع السودان كان يقول: “مبسوطين منك يا الشريف” وأنت تتفقد احوالنا وتعد بتقديم كل الممكن مستعينا بعزيمتك الكبيرة ووقفت رجال من خلفك لن يترددوا في تقديم اي إعانة لتقف ولاية الجزيرة على رجليها من جديد.