تقارير

مجزرة الصالحة: المليشيا الدعم السريع تواصل جرائم الحرب والإبادة الجماعية

تقرير

مقطع الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي وتظهر فيه جريمة تصفية المليشيا الإرهابية لعدد 31 مواطناً أعزلَ بينهم أطفال قصُّر في منطقة الصالحة بأم درمان يعتبر امتداداً للجرائم الموثقة للمليشيا الإرهابية ضد الإنسانية وترتقي جميعها لجرائم الحرب كما أنها تعكس الوجه الحقيقي للمليشيا بأنها اعتمدت بصورة صريحة ودون مواربة منهج التطهير العرقي والإبادة الجماعية للمواطنين والتهجير القسري لهم، كما أن جريمة ومجزرة الصالحة تفضح زيف المليشيا وقادتها والأكاذيب والشعارات التي يطلقونها من ديمقراطية وفلول وغيرهما من الفقاعات وأن حربهم التي أشعلوها في أبريل من العام 2023 كان الهدف منها كما وضح أخيراً إبادة الشعب السوداني وإحداث تغيير ديمغرافي من خلال استهداف المدنيين العزل وإبادتهم كما فعلوا وظلوا يفعلون بالمواطن الأفاعيل من قتل وتشريد ونهب، إذن حربهم كانت ضد المواطن والمجتمع السوداني.

وقد آن الأوان للمجتمع الدولي التخلي عن صمته وحياده غير المبرر وأن الادانات لا تكفي وكذلك بيانات الاستنكار والشجب عليه يجب التحرك بشكل عملي ومباشر واتخاذ خطوات عملية لوقف هذه الانتهاكات وتصنيف المليشيا جماعة إرهابية والعمل على حماية المدنيين وفق القوانين الدولية والإنسانية بجانب ملاحقة قادة المليشيا وأعوانها ومساءلتهم وتقديمهم للعدالة الجنائية.

جريمة مروعة

اجمعت مكونات الشعب السوداني وقواه السياسية وجماعات حقوق الإنسان والمهتمون بالقضايا الإنسانية والعدلية والناشطون على تجاوز المليشيا الإرهابية لكل القوانين والاعراف الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية بتبنيها وعلى رؤوس الأشهاد منهج الإبادة الجماعية للشعب السوداني، حيث أدانت الجهات الرسمية والشعبية والسياسية الحادثة.

وقد بات معلوماً للجميع أن المليشيا وداعميها لا يأبهون بقرارات مجلس الأمن ولا يلقون بالاً للإنسان كما حدث بالنسبة للقرار 2736 بشأن حصار الفاشر وقد حان الوقت أن تحمل المليشيا المسؤولية عن تلك الانتهاكات مع عدم الإفلات من العقاب أمام العدالة الوطنية والدولية.

وقد أجمعت جهات داخلية وخارجية في إدانتها لمذبحة الصالحة بأن المليشيا قامت بقتل مدنيين أبرياء بصورة متعمدة ومخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية، كما أن هذه الجريمة تعتبر امتداداً لانتهاكات المليشيا مما يفضح الطبيعة الوحشية لها واستهدافها الأبرياء العزل.

التحرك العاجل

واعتبرت شبكة أطباء السودان أن قيام المليشيا بتصفية جماعية ضد 31 معتقلاً جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وطالبت الشبكة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لاتخاذ إجراءات فورية في مواجهة المليشيا ورعاتها ووقف جرائم الإبادة للمواطنين العزل في منطقة صالحة وفي كل السودان والتي قالت إنها تضم الآلاف من المدنيين العزل .

وناشدت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي بالضغط على قادة المليشيا لوقف الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين تحت سيطرتها وحفظ أرواحهم.

وأبدت الشبكة أسفها لعمليات القتل الجماعي ضد المدنيين العزل بمناطق سيطرة المليشيا مما يهدد الآلاف من المدنيين العزل بمدينة “الصالحة” جنوب أم درمان.

حصار المنازل

واتهم بيان الشبكة المليشيا بتصفية عدد من شباب المنطقة واختطاف عدد من المدنيين واحتجازهم كرهائن، مطالبة بمبالغ كبيرة نظير الإفراج عنهم. فضلاً عن عمليات القتل والاختطاف والتنكيل بالمدنيين بجانب فرض حصار مطبق عليهم داخل منازلهم مانعة إياهم من الخروج للأسواق والمحلات التجارية.

ونبه البيان بأن المليشيا جعلت منطقة صالحة ثكنات عسكرية.

إبادة جماعية

ويصف الصحفي والخبير الإعلامي دكتور طارق عبد الله ما حدث بمنطقة صالحة بالمؤسف وأنه امتداد للإبادة الجماعية التي ظلت تنتهجها مليشيات الدعم السريع منذ تمردها في الخامس عشر من أبريل العام قبل الماضي في السودان.

ويضيف في حديثه لوكالة السودان للأنباء أن جريمة الصالحة امتداد لما حدث في مدينة الجنينة وولاية الجزيرة وكل منطقة دخلت إليها المليشيا التي توثق لانتهاكاتها بهدف تخويف المدنيين وإرهابهم. وأضاف أن المليشيا عبارة عن مجموعات مصابة فاقدة البوصلة تمت تغذيتها بالكراهية التي تحاول محوها عن طريق تلك الممارسات

وأشار طارق إلى أن مجزرة الصالحة تحظرها القوانين الدولية وقوانين حقوق الإنسان و تأكيد على الاتهامات بارتكاب المليشيا جرائم ضد الإنسانية وأنها جماعة إرهابية ويجب ألا ينظر إليها بخلاف ذلك.

إدانات رسمية

أدانت وزارة الثقافة والإعلام على لسان الوزير خالد الإعيسر جريمة الإبادة التي ارتكبتها المليشيا الإرهابية بمنطقة الصالحة بأم درمان، وراح ضحيتها 31 مواطنًا بينهم أطفال. وأكد أن التأخير في الإدانة لا يعني التهاون، مشيرًا إلى التنسيق مع وزارة الخارجية لجمع المعلومات ومخاطبة الرأي العام بمسؤولية. كما شدد على أن الوزارة تستمع لصوت الشعب وتعبر عن تطلعاته.

وفي ذات السياق، أدان الأمين العام لحركة جيش تحرير السودان – المجلس الانتقالي، الصادق خميس برنقو، المجزرة بشدة، واعتبرها جريمة كبرى يجب محاسبة مرتكبيها، مشيرًا إلى سجل المليشيا في ارتكاب جرائم مماثلة في عدة ولايات منذ بداية الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى