الكشف عن تفاصيل وساطة أردوغان بين السودان والأمارات
سودان ديلي
وجد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إستعداد بلاده للتوسط بين السودان ودولة الإمارات لإحلال الأمن والسلام في السودان اهتماما واسعا من قبل الأوساط السودانية.
وجاء الإعلان التركي خلال اتصال هاتفي أجراه أردوغان مع رئيس مجلس السيادة في السودان القائد العام للجيش، عبدالفتاح البرهان أمس الجمعة.
وعلق المحلل السوداني ورئيس تحرير صحيفة “التيار” عثمان ميرغني على مبادرة اردوغان؛ معتبرا أنها لم تكن مفاجئة، مشيرا إلى وجود ترتيبات دولية لـ”شرق أوسط جديد” خالي من النزاعات قطعت شوطا مقدرا وآخر محطاتها كانت سوريا.. وأنه ستطوي قريبا اليمن.. وبالضرورة السودان لن يكون خارج خارطة الشرق الأوسط الجديد.
وكان البرهان قد رحب خلال الإتصال الهاتفي مع أردوغان بأي دور تركي يسهم في وقف الحرب، مؤكدا ثقته في مواقف الرئيس التركي وحكومته الداعمة للشعب السوداني وخياراته، مثمناً جهودها من أجل السلام والإستقرار في المنطقة والإقليم ومعالجتها للكثير من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي.
وأشار البرهان إلى نجاح تركيا في معالجة الملف السوري.. فيما أكد أردوغان، حرص تركيا على وحدة السودان واستقراره، مجدداً دعم تركيا للشعب السوداني بكل الإمكانيات.
وقطع عثمان ميرغني في عموده “حديث المدينة” المنشور اليوم السبت؛ بأن مكالمة أردوغان “جاءت بعد موافقة الامارات- التي اقترحت وساطة تركية في سياق احتواء ملف الحرب كليا.. ولكن لم تحدد أي شروط أو خطوط أو حتى اطار عام لما يمكن أن تكون عليه ترتيبات المفاوضات بين السودان والامارات”.
وجاء في عمود رئيس تحرير التيار:
“الرئيس أردوغان يرى أن تحديد تفاصيل مسبقا قد يضر بقبول الطرفين بها.. و سيكون أشبه بالتفاوض على مبدأ المبادرة عوضا عن الوصول لمرحلة التفاصيل.. فاختار اردوغان أن يحصل على بطاقة خضراء من الطرفين تصبح خطوة مهمة لضمان نجاح المبادرة.
وأضاف: تركيا ترغب في مسار مواز لمنبر جدة ومجهودات المبعوث الامريكي الخاص توم بيرللو.. فالمفاوضات هنا ليست بين الجيش والتمرد.. بل بين دولتين.. و على أسس قد تتجاهل الوضع العسكري الميداني وتنظر مباشرة لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين البلدين.
وكشف ميرغني عن تفاصيل المكاملة الهاتفية بين البرهان والشيخ محمد بن زايد في 19 يوليو الماضي قائلا إنه “دار نقاش حول اتهامات السودان للإمارات بدعمها العسكري المباشر للتمرد.. ولم تتطور المكالمة إلى خطوة لاحقة.. كأنما أغلق الباب كليا على توافق بين البلدين يمكن أن يؤثر على ملف السلام في السودان”. وأبان ان
تركيا ترى أن التفاوض بين البلدين لا يجب أن يعود لذلك المربع.. بل يتخطاه لما يجب أن تكون عليه العلاقات وليس ما وصلت إليه..
واعتبر ميرغني أن الفكرة التركية تبدو صائبة في استهداف الوصول إلى حل بدلا من الغرق في المشكلة.. لكن يبقى السؤال وما هو الناتج من المبادرة؟ هل تنهي الحـرب كليا؟ أم تحافظ عليها في سياق يخرج الامارات من الاتهامات دون أن يخرج السودان من نفق الحـرب؟
وأضاف: الاجابة على السؤال لن تتوفر لأي من تركيا والامارات.. بل للضلع الثالث في هذه المعادلة.. السودان.
من جهته كشف عبد الماجد عبد الحميد رئيس تحرير صحيفة “مصادر” تعليقا على مبادرة أردوغان أن السودان لم يتقدم بطلب لتركيا للتدخل، مبينا أن محمد بن زايد هو من طلب من رئيسها التدخل -وذلك إستنادا إلى مصادر مأذونة- من أجل إزالة الجفوة مع السودان؛ وأنه عرض مقترحات عملية لطي صفحة الخلاف مع السودان، خاصة بعد شكوي السودان ضد بلاده.
وأبان عبد الحميد أن المبادرة التركية تلقي مباركة وتأييدا من “الأطراف التي كانت تعرقل منبر جدة وتحرّض مليشيا التمرد علي التصعيد وعدم تنفيذ ماتم الاتفاق عليه مسبقاً..”
وأضاف: “حتي تكتمل معالم مبادرة أردوغان فإن الجيش السوداني سيمضي لتحقيق أهدافه المعلنة بتحرير ولاية الجزيرة وبحري وتضييق الخناق علي مليشيا الدعم السريع في شمال كردفان عامة وكسر شوكة التمرد في الفاشر ..
وعاد رئيس تحرير مصادر للقول إن السودان سيكسب من مبادرة أردوغان .. باعتبار انها فرصة جديدة لتركيا للاقتراب أكثر من أبعاد حرب الإمارات علي السودان .. معتبرا أن الموقف التركي من أسماها “حرب المليشيات” ضد الشعب السوداني كان ولايزال شبه محايد..