وفاة نفيسة أحمد الأمين إحدى أبرز رائدات العمل النسوي في السودان.
السودانيون يودعون "ابنة النور"
سودان ديلي
ودع السودانيون اليوم د. نفيسة أحمد الأمين أبرز رائدات العمل النسوي في السودان، التي توفيت اليوم وهي من اللائي وقفنّ ضد العادات والممارسات السالبة التي طالت المجتمع السوداني حتى نهضنّ بالمرأة وشهدت تطورها في التعليم والعمل.
النشأة
تعود اصولها إلى قرية ود رملي تبعد حوالي 75 كم من مدينة الخرطوم، شمال الخرطوم بحري.
ولدت وترعرعت وسط حي سوق أمدرمان شمال شرق نادي الخريجين،
درست بكلية معلمات امدرمان ومنها عملت بمدينة سنار ثم مدينة كسلا..عاكستها ظروفها الاسرية فبادرت بتقديم استقالهتا وتم رفضها ثم قامت بتقديم استقالة مسببة وبدلا من قبولها تسلمت رد بفصلها من وزارة المعارف.
ثم عملت ب مدرسة البنات الاهلية الوسطى التي تأسست في العام 1948 ومنها تطورت إلى مدارس الأهلية والتحقت بها في العام 1951م
وبعدها التقت بالكثير من رائدات العمل النسوي امثال ثريا امبابي، محاسن جيلاني وفاطمة احمد ابراهيم ستنا بدري وأخريات بعد ذلك اتفقن على ضرورة نشأة جسم نسائي يكفل لهن حقوقهن في التعليم والعمل.
كتبت الإعلامية عواطف عبداللطيف عن الراحلة في مقال سابق لها:
ولدت ماما نفيسة كما يحلوا لها مناداتها وسط طالباتها ومحبيها بمؤسسة الاحفاد العريقة وترعرعت وسط حي سوق أمدرمان شمال شرق نادي الخريجين ودرست بكلية معلمات امدرمان ومنها عملت بمدينة سنار ثم كسلا ولظروف اسرية قدمت استقالتها وبدلا من قبولها تسلمت رد بفصلها من وزارة المعارف من المفتش البريطاني …والعام ١٩٥١ التحقت بمدرسة البنات الاهلية الوسطى التي تأسست 1948 وتطورت إلى المدارس الأهلية المعروفة .
ولتقارب فكرهن ثريا امبابي ، محاسن جيلاني ، فاطمة احمد ابراهيم ستنا بدري واخريات اتفقن علي ضرورة قبام جسم نسائي يكفل لهن حقوقهن في التعليم والعمل .. وفي 17 يناير 1952م كان نشأة الاتحاد وذلك داخل منزل الوجيه مكي عثمان ازرق وكان ميلاده في يوم 31 يناير 1952م بمدرسة المليك وأسهمت نفيسة ورفيقاتها في تأسيس الاتحاد النسائي والذي بدأ برابطة تضم مجموعة من الفتيات المثقفات ، وتلتها عدد من الجمعيات الصغيرة، ولكن الاتحاد كان هو التنظيم الأول من أجل تأكيد حقوق المرأة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية
و أصبحت له فروع في المدن والأحياء وشارك في وضع دستور السودان وقبل ذلك لعب دوراً هاماً في استقلال السودان وكانت نفيسة قد انتبهت باكرا للتفرقة في المعاملة بين الجنسين في محيط اسرتها بمنطقة ود رملي حيث تعمل النساء اعمال شاقة دون الرجال .
واكثر ما لفت انتباهها وحرك مشاعرها وفاة بنت عمها وهي تصارع الام الولادة عن طريق (داية الحبل ) وهي عملية بدائية كانت تمارس سابقا ونقلت باللوري إلى الخرطوم ومع وصولها فارقت الحياة وبحكم نشأة نفيسة جوار نادي الخريجين كانت تقارن الاختلافات التي عاشتها في بواكير عمرها في مسقط رأسها ونشأتها بامدرمان جعلها تطالب بكافة الحقوق بين المجتمعات و المساواة بين الرجل والمرأة وسمعت لأهزوجة تقول : بلدنا بلدنا أم درمان أحلى بلدة في السودان فيها مدارس للصبيان كهربا نورا بلا دخان الطرماي للكسران شارع الزلط للعميان، فأستوقفتها كلمة (فيها مدارس للصبيان) وتساءلت لماذا مدارس للصبيان وليس للفتيات وحتى الصبيان في ود رملي ليس لهم مدارس بل يذهبون للدراسة في مدارس الجيلي…
ان أحدى الأغاني الخالد للفنان الكابلي و ما زالت تعبر عن صوت المرأة السودانية والتي يصدح بها الجميع ترمز للأستاذة نفيسة أحمد الأمين والتي تلقب ب ( أبنة النور) ودائما ما تبث تزامناً و أحتفالات المرأة والأعياد الوطنية وتقول كلماتها :
أي صوت زار بلأمس خيالي ..
طاف بالقلب وغني للكمال ..
أذاع الطهر في دينا الجمال ..
إنه صوتي أنا .. زاده العلم سنا .
. إنه صوتي أنا أبنة النور أنا ..
أو تدري من أنا .. أنا أم اليوم أسباب الهنا
ود نفيسة بهذه الاستنارة الباكرة كانت إحدى مؤسسات الاتحاد النسائي السوداني..واول سودانية تعمل في قمة الجهاز التنفيذي كنائبة لوزير الشباب العام ١٩٧١ وأول امرأة يتم تعيينها في المكتب السياسي في فترة مايو (حكم الرئيس نميري).
ومنذ عام ١٩٨٥ وبعد رحيل نظام مايو قررت ممارسة العمل السياسي دون الانتماء إلى أي حزب.
وكانت خلال سفرها رفقة زوجها بانجلترا في بواكير حياتها ساهمت في تأسيس جمعية النساء السودانيات بالمملكة المتحدة.