
المناقل “الرصة”.. وحادثة المنصة
عبد الله بشير
توشحت مدينة المناقل عروس ولاية الجزيرة بالأمس بثوب العزة والكرامة، وخرجت لتقدل وسط الجموع وتتبختر فخرا بأبنائها الذين قدموا أرواحهم فداء لوطنهم ودفاعا عن أهلهم وشرفهم.
احتضن استاد المدينة احتفال النصر بتحرير ولاية الجزيرة من أوباش المليشيا، وهو حدث له رمزيته باعتبار أن المناقل بقيت صامدة عصية على الدعامة بفضل الله ثم تدافع أبنائها للدفاع عن أرضهم وعرضهم، فتكسرت نصال الخونة في حائط التدافع العظيم من المقاومة التي ساندت جيشها وقدمت الشهداء والأنفس والمال والسند، وظلت المناقل القلعة الحصينة التي حمت قلب الجزيرة من التوقف، وأغلقت بابا واسعا كانت تحلم المليشيا بالولوج من خلاله لتدنيس مزيد من الأراضي بوجودها ليس في الجزيرة وحدها بل في ولاية النيل الأبيض.
أبناء المناقل كانوا كذلك رمزا للعطاء والسخاء في دعم وإعانة المقاومة واسناد ولايتهم بعد التحرير ..
في هذه المدينة مئات القصص والحكايات ترويها مجالس الصغار والكبار تشير لعظم ما قدمته هذه المدينة الراكزة الفتية، والتي أعطت جرعات الثقة المعنوية المطلوبة لتجاوز صدمة سقوط مدني، ومكنت من استعادة زمام المبادرة وتلقين العدو دروسا في البسالة والتضحية حتى انكسرت شوكته إلى غير رجعة.
حادثة المنصة
تعرّض قيادي بأحد الاحزاب السياسية لموقف محرج عندما تم منعه من الحديث من خلال منصة إحتفال رسمي بمدينة المناقل بولاية الجزيرة، وذلك بحضور والي الولاية وقادة الأجهزة النظامية بالولاية.
منع شباب منطقة المناقل ممثل الحزب الإتحادي من الحديث ونزعوا منه المايكرفون، بعدها اعتذر ممثل القوات النظامية خلال كلمته عن الخطأ غير المقصود في تقديم ممثل الحزب، قائلا: ” لن نسمح أن يستغل أي حزب لمنطقة المناقل التي تمثل كل جموع الشعب.. نحن لم نخوض الحرب باسم حزب او قبيلة”، وهو الحديث الذي تفاعل معه جمهور المنطقة الذين حضروا الاحتفال بالقبول والتأييد.
الحادثة لها دلالاتها في رفض جيل المقاومة عودة الأحزاب ومحاولة استغلالها لأي سانحة للعودة للمشهد، والسير على أكتاف الآخرين وصولا لمطامعها.. الشباب أراد إرسال رسالة تؤكد ان عهد التبعية للأحزاب قد انتهى وأنه آن الأوان لفتح صفحة جديدة بعيدا عن الوصوليين والانتهازيبن الذين فشلوا في حكم السودان وأوردوه المهالك.