رأي

الصحافة وجهاز المخابرات بالجزيرة.. “احتجاز مشروع”

عبد الله بشير
اتيحت فرصة ثمينة لمجموعة الصحفيين الذين حضروا لولاية الجزيرة من البحر الأحمر ، لعقد لقاء مع مدير جهاز المخابرات العامة بولاية الجزيرة اللواء عماد سيد أحمد، الذي قدم لهم شرحا ضافيا لواقع الولاية بعد التحرير من مليشيا الدعم السريع. اللواء عماد أزال الحواجز المصطنعة ما بين الأمن والصحافة، وأكد أن دورهما لا ينفصل عن بعضه البعض.. وتحدث إليهم بإعتبار الإعلام شريك في الهم والمسؤولية خلال هذه المرحلة.. ورغم ما عاناه الصحفيون من رهق متواصل من السفر وما تلاه من تغطيات متلاحقة خلال هذه الزيارة، إلا أنهم استمعوا بأذان صاغية واهتمام كبير لحديث مدير المخابرات لحوالي ساعة ونصف الساعة، ووضعوا أنفسهم رهن “الإحتجاز المشروع”، وتسابقوا لنشر ما صرح به من معلومات في أخبارهم وتقاريرهم.. خاصة أن اللواء عماد قد استمع الى شواغلهم وملاحظاتهم وجاوب عليها بكل صراحة.
مدير المخابرات نوه لدور قادة الرأي ومساهماتهم الكبيرة في شحذ الهمم ورفع الروح المعنوية وإخراج الناس من حالة الإحباط التي نتجت جراء الحرب النفسية التي شنتها المليشيا خلال أشهر الحرب الأولى.
كان مدير المخابرات واضحا وهو يحث المواطنين على التبليغ عن المتهمين بالتواطؤ مع المليشيا حتى تأخذ العدالة مجراها، محذرا في الوقت نفسه من محاولات زرع الفتنة بين مكونات النسيج الاجتماعي، كاشفا عن إلقاء القبض على أكثر من 2000 متعاون مع مليشيا الدعم السريع، بالإضافة إلى إصدار محكمة بالمناقل قرارات بإعدام أكثر من 20 متعاون توفرت ضدهم البينات والأدلة الكافية التي تدينهم.


ما لمسناه أن أداء الجهاز يشتمل على أدوار خدمية جنبا إلى جنب مع أدواره الأمنية، خاصة مشاركة ضباطه وأفراده في العمليات منذ بواكير الحرب مع القوات النظامية الأخرى وأبناء الولاية المستنفرين، إضافة إلى جهودهم بعد تحرير مدني في تنظيف صحة البيئة وإزالة مخلفات الحرب قبل عودة المواطنين، وتنظيم حملة لمدة أسبوع لإصحاح البيئة والرش بمدينة ودمدني إستمرت 7 ايام.. وتستمر ادوار الجهاز في القيام بمبادرة صيانة الاجهزة الطبية بمستشفيات ولاية الجزيرة التي تم تخريبها بمشاركة 70 مهندس طبي.
ما يطمئن أن جهاز المخابرات مدرك تماما للدور الذي يمكن ان يقوم به تجاه الولاية، وأنه قام قبل فترة الحرب بإعداد دراسات إجتماعية حول واقع الولاية الإجتماعي ستمكنه حتما من العمل بإحترافيته المعهودة في حماية نسيج ولاية الجزيرة من محاولات الإختراق والزعزعة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى