رأي

عز الكلام/ عبد الله بشير.. إعلاميون في الخرطوم!

الإعلاميون الذين عادوا إلى ولاية الخرطوم لن يجدوا أذرع الولاية ممدودة إليهم وصدرها مفتوح لهم.. لن تقول لهم الولاية: “تعالوا وشيلوا معاي الشيلة”.. أبوابنا مفتوحة لكم..

عادت مجموعة من الصحفيين رغم معاناة الرجوع للخرطوم في الظرف الحالي مع غياب الخدمات والظرف الخاص لكثير من الزملاء الذين عادوا معدمين ووجدوا بيوتهم مهدمة ومسروقة.. كذلك كل مدخرات العمر التي جمعوها بكدح السنين لم يبق منها شيئا..

لكن رغم ذلك الواجب المهني يملي على الصحفى أن يكون في موقع صناعة القصة ونقل الواقع الحقيقي للآخرين خاصة في ظل غياب معظم الناس عن الخرطوم.. وهو ما فعلناه في ظل واقع لا يشجع على البقاء، وقد يصمد بعضنا وقد يرجع البعض الآخر من حيث أتوا.. فهم وإن كانوا قادة رأي عام إلا أنهم مثل سائر خلق الله لهم أسر والتزامات تجاهها.. علما بأنه لا توجد مؤسسات إعلامية مستقلة قادرة على تحمل نفقات منسوبيها باستثناء الرسمية.. ومعظم الجهات الاعلامية في الخرطوم حاليا هي وكالات وقنوات أجنبية.

لذلك أقول للوزير الطيب سعد الدين ومن معه في إعلام ولاية الخرطوم لا تكونوا مصدات لأي مبادرة ولا تتعاملوا مع الإعلاميين من أبراج عاجية بحجة أن الوضع الأمني لا يسمح..

الإعلاميون يحتاجون إلى أكثر من رمي أخبار الولاية في القروبات..

انتم الخاسرون إن استصعبتم اجراء حوار صحفي مع الوالي.. أو الزمتم أي مسؤول او وزير بعدم التصريح للإعلام إلا بعد الرجوع إليكم.. ثم ما هو السر في الحساسية من اقتراب الإعلام من مقركم بأمدرمان..

ولاية الجزيرة ضربت ولازالت تضرب المثل في كيفية التعامل الواعي مع الإعلام في مرحلة بعد التحرير.. جئناها في مأمورية إعلامية لعدة أيام -المبادرة من الزملاء في رابطة الصحفيين شجر وابتسام الشيخ- لكن حفاوة الاستقبال والحميمية في التعامل جعلت مجموعة من الزملاء بصرفون النظر عن العودة لبورتسودان، ومكثنا ثلاثة أشهر نغطي أخبار الولاية ونجوب ارجائها ..

في الايام الاولى وفي ظل غياب المياه والكهرباء، كان مكتب المتابعة الإعلامي جوار مكتب الوالي له الأولوية في الاهتمام وتوصيل الطاقة الشمسية والخدمات التي تعين الإعلام على اداء مهمته، خلال اي جولة او نشاط للوالي يتاح للإعلاميين مرافقته ويتم توفير الترحيل له.. ينقل الاعلام مشاهداته من الميدان ونكتب التقارير والقصص من خلال تلمس واقع الناس في اي جولة أو زيارة..

لم يتم وضع قيود أمنية على ما نكتب أو ننشر واتيحت لنا حرية التعبير كما نشاء.. فكما هناك من يثنى على جهود الولاية في قروب المتابعة فهناك من يوجه لها الانتقادات بل ومن ذهب إلى ضرورة تغيير الحكومة.. وهناك من كتب ونبه عن أوجه القصور ولفت النظر إلى ظاهرة ما تحتاج للمعالجة..

يبدو أن الوضع في الخرطوم مختلف وأن الولاية قد غلقت الأبواب ووضعت على نفسها قيود متوهمة ومخاوف غير مبررة..

عموما ظننا أن الولاية نقطة أنطلاق مناسبة للعمل غير بعيد عن أجهزة الولاية الرسمية.. لكن كل الخرطوم قصص وحكايات وميدان فسيح لعشرات الأخبار والتقارير والمشاهدات التي يمكن ان تتم دون الحاجة لتنسيق مسبق او لإذن من أحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى