
في رسالة لرئيس الوزراء.. مذيع شهير يكشف أوضاعا خطيرة بالإذاعة والتلفزيون
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى معالى الدكتور كامل الطيب إدريس رئيس مجلس الوزراء .. الموقر
حتى لا يخبو بريق الإستنارة..
*الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون*
*التحديات التقنية والهندسية ومطلوبات الإعمار*
لا يخفى على كل مستمع ومشاهد الأضرار الجسيمة التي طالت الإذاعةَ والتلفزيون ، صمت على أثرها صوت هنا أم درمان إذاعة جمهورية السودان في الأنحاء والأرجاء بعد أن ضمخ فجاج الأثير لأكثرَ من ثمانين عاماً توعيةً واستنارة . والإذاعة والتلفزيون هما جناحا طائر أصابهما العطب جراء هذه الحرب المدمرة .
ونحن بين يدي واقعٍ جديد يحدونا الأملُ في حكومة الأمل أن تُقرنَ القولَ بالعمل في إنزال طرحها في واقع هذه الهيئة التي وزعتها الحربُ بين ولايات البلاد بعد أن كانتا جارتين في المباني والمعاني .
إن غياب المؤسستين عن المنشأ والحاضنةِ الجغرافية القومية لهما يلقى بآثار سالبة على الدور المناط بهما في مرحلةٍ هي الأكثرُ حساسيةً والأثقلُ عبئاً لتحمل المسؤوليةِ في هذا الظرف الدقيق ، الذي تتصدى فيه حكومةُ الأمل لهذه التحديات الجسام لتُعيد البلادَ لسيرتها الأولى .
السيد رئيسُ مجلسِ الوزراء ..
إرتأيتُ بصفتي أحد منسوبي هذين الجهازين أن أطرح سجالاً لرؤية لحمتها وسداها ، *كيف يمكن أن تعودَ الإذاعةُ والتلفزيون أمضى عدةً وأبلغ أثراً في المضمون والمحتوى سنداً لحكومة الأمل*؟
إن التحديات التقنية والهندسية يمكنُ التغلبُ عليها حالما قمتم بترجمة معايير النزاهة والشفافية الذي أُعتمد من قبلكم برنامج عمل لحكومةِ الأمل لفعلٍ على أرض الواقع وأولاها وضعُ الرجلِ المناسب في المكان المناسب . وأولى هذه التحديات :
*الاختلالاتُ الإدارية والمالية بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون*
السيد رئيس الوزراء ،
أ /*هل تعلم أن السيد مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الاستاذ إبراهيم البزعي ذهب للمعاش قبل سنوات ومازال مديراً للهيئة؟*
إن النزاهةَ والشفافيةَ تقتضي العدل وعدم التغول على حقوق الأجيال فمن عاش زمانه وأخذ حقَه كاملاً عليه الاكتفاءُ بذلك بمقتضى قانون الخدمة المدنية .
وسيادة حكمِ القانون مبدأ أصيل بشرتم به واستبشر به أهلُ السودان خيرا.
* *أما الاختلالاتُ المالية فتتبدى في الظلم البين الذي يمس حقوق العاملين ويتمثل في الآتي*:–
* *حتى الآن ونحن نتجاوز منتصف العام ، لم يُطبق على العاملين بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون المنشور المالي الصادر من مجلس الوزراء للعام 2025 بتعديل فئتي بدل سكن وبدل وجبة دون سائر الموظفين في الدولة*
*يتقاضى السيد مدير عام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون مالاً للطواريء من الدولة ، لا علاقة لمنسوبي الهيئة الموزعين في الأصقاع والنجوع به*
*لم يلتزم السيد مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بتوجيهات وزير الثقافة والإعلام الاسبق بضرورة أن يتناوب العاملون في الهيئة العمل في ما بينهم نظراً لظروف الحرب واستمسك بفئةٍ محددةٍ من العاملين ، وهو ما خلق حالةً من التمييز بين العاملين في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون*
*ونحن إذ نخاطبكم فإننا نستصحبُ مابشرتم به من عدالة وشفافية ، ولا يخالجنا شكُ بأن هذه القضايا ستجدُ منكم الحلول العاجلة والجذرية إحقاقاً للحقِ وانتصاراً لقيمِ العدالة*
ب /*من بين الاختلالاتُ الإدارية بالهيئة* الإبقاء على الذين ذهبوا للمعاش بإذاعة أم درمان بينما يُبعدُ من هم في سجلِ الخدمة وفي عنفوانِ العطاءِ والإبداع . ومنهم كما أشرت سابقاً السيد مدير الهيئة الأستاذ إبراهيم البزعي .
*الاختلالات التقنية والهندسية*
لقد احترقتِ البنيةُ التحتيةُ من شبكاتٍ وسيرفر وغرفة التحكم الرئيسية . كان هذا الإنجاز قد شاده نفرٌ من الذين مروا على إدارةِ هذه الهيئة بمعاونة كوادرَ فرقتهم تصاريفُ الحياة منهم من هو بالداخل ومازال منتسباً للهيئة .فما أكثر أبناء السودان في الداخل والخارج والمهاجر ممن تشبع وجدانُهم بما قدمت الإذاعةُ والتلفزيون من علومٍ ومعارفَ وثقافةٍ وترفيهٍ ووعي .
ونخلص إلى أهميةِ الاستعانةِ بالخبراتِ في مجالِ تقانةِ المعلومات واستعادة الاتصال بالشركاتِ العالمية ذاتِ الخبرةِ في هذا المجال .
إن التحدياتِ التقنيةَ والهندسيةَ في عالمِ اليوم تتسارعُ بوتيرةٍ هائلةٍ فالتحول الرقمي بتطبيقاته السمعية والبصرية وعالم البرمجيات يحتاج لمن يستشرف هذا الأفق ويهييء له البنيةَ التحتيةَ والبيئةَ المهنية
*السيد رئيس مجلس الوزراء*
إن مطلوباتِ الإعمار باهظة التكلفة في هذا الظرف الدقيق وبلادنا تخوضُ معركةَ الكرامة التي تجلتْ من خلالها عبقريةُ هذا الشعب العظيم في العطاء والفداء والتضحية بالنفس فدىً للأرض والعرض ، ومازال في معينه الخير الذي لا ينضب إذا ما أُستنفر أو أُستنهض . فمن اليسير إبرامُ شراكاتٍ ذكية مع القطاع الخاص والشراكات الوطنية لصالح الهيئة .
إن شريحةِ أهلِ الفن بمختلفِ مشاربِهم مدينون للهيئة ويمكن أن يكونوا رأس الرمح في الإعمار وأصحاب القدح المعلى لإحداث الأثر المطلوب في مسيرة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وإزالةِ ماران عليها من ركام.
*وما التوفيق إلا من عند الله فهو يهدي سواء السبيل*
*عبدالوهاب صالح محمد صالح*
*الإذاعة السودانية*