
أصل القضية/ محمد أحمد أبوبكر.. حين لا يكون القائد هو الإجابة
> “ما أكثر من جلسوا على الكرسي… وما أقلّ من نهضوا بالشعب!”
و”ليس الفقد في القادة… بل في القائد الذي يرى الناس.”
في هذا البلد، اعتدنا أن يأتي القائد بعد أن تفرغ الساحات، لا قبل أن تشتعل.
أن يعلو صوته حين يُفتح له الميكروفون، لا حين يُنادى عليه من الوجدان.
أن يبني حوله الجدران، لا الجسور…
ويزرع الخوف في الناس، لا الأمل في نفوسهم.
💬 كل مرة نسمع ذات الخطاب:
“أنا المنقذ… أنا الأحق… أنا الأجدر”
لكننا لا نرى قلوبًا تُبنى، ولا عقولا تُستنفر، ولا وطنًا يُستعاد.
📌 هكذا تُقاد البلاد حين تتحوّل القيادة إلى سلعة، تُنتَج في مطابخ المصالح، وتُزيَّن بتقنيات الصورة، لا بحكمة الموقف.
حين يُصنَع “التابع المطيع” أكثر مما يُصنع “القائد البديل”.
🔘 لم نعد بحاجة لمزيد من قادة المناسبات…
نريد قائدًا لا يعرف المجد إلا في عيون شعبه،
ولا يطلب الشرعية من المؤتمرات، بل من وجع المواطن.
نريد من لا يُحسن فقط قراءة الأرقام… بل يُتقن قراءة التعب، ورصد الصمت، وسماع الآهات قبل التصفيق.
✋🏽 كفى صناعة “الأتباع” باسم الولاء…
كفى تكميمًا للعقول باسم الإجماع…
كفى تجميلًا للقبح باسم الواقعية.
📿 نحتاج إلى قائدٍ يُخيفه ضياع الإنسان أكثر من انهيار الدولة…
قائدٍ يرى في كل طفل نازح مشروع وطن، لا رقمًا في تقرير.
في كل أمٍّ صابرة، نواة صمود…
في كل حيٍّ فقير، مهد ثورة لا مشروع تمرد.
🔰 وهنا… يظهر الفرق.
الفرق بين من يستهلكك كي يبقى… ومن يبنيك كي تبقى أنت.
وهنا تبرز رؤية الجسر والمورد لا كحل تقني أو سياسي، بل كفلسفة خلاص.
أن نعود لنقطة البدء… لا من القمة، بل من القاعدة.
من الإنسان… لا من الهياكل.
من العقل الجمعي… لا من نخبة تُكرر ذاتها كل عشر سنوات بلباس مختلف.
📌أصل القضية،،،
نحن لا نبحث عن قائد قادم من التاريخ…
بل عن رجل يسمع اليوم، ويقرأ الغد، ويواجه الآن.
رجل لا يطلب الطاعة… بل يُوقظ الوعي.
وإن كان هذا القائد بيننا…
فلن يحتاج أن يُنادي، لأن الناس ستعرفه من أثره، لا من رسمه… من عدله، لا من عنترياته.
*باحث بمركز الخبراءالعرب
-من سلسلة الجسر والمورد