
فك حصار الفاشر أصبح ضروريا فى كل وجدان الشعب السودانى كالحاجز الترابى لخط بارليف الاسرئيلى الذى دمره الجيش المصرى فى ٦ اكتوبرعام ٧٣ من القرن الماضى، والجيش السودان لايقهر دفاعا عن وطنه
عبدالكريم أبو جيهان
فى ٥ حزيران من عام ١٩٦٧ شن الجيش الاسرائيلى هجوما غادرا على الاراضى العربية، فيها احتل قطاعات واسعة من الأراضى بكل من الضفة الغربية فى فلسطين ومرتفعات الجولان فى سوريا وشبه صحراء سيناء فى جمهورية مصر العربية.. وفيها أقام الإسرائيليون سدا منيعا بحاجز ترابى على امتداد خط المواجهة مع الجيش المصرى، وضعت فيها كل أنواع الاسلحة الفتاكة المضاد للحركة أن كانت للافراد أو الآليات العسكرية، وقيل كل
من يحاول الدخول إلى الأراضى الإسرائيلية سيتحول هذا الساتر الترابى إلى لهب من نار.. ولكن بعد كل هذا قال جمال عبدالناصر رئيس جمهورية مصر العربية إن التهديد الاسرائيلى لن يخيفنا فى الدفاع عن أراضينا، وأن المقاومة ضد الاحتلال سوف تستمر لحين استرداد كل شبر
من أراضينا المحتلة وسوف نحررها بإذن الله عاجلا أو اجلا..
وفى السودان أعلنت التعبئة العامة وحفرت الخنادق فى وسط الخرطوم بالسوق العربى وقتها، وأعلن الرئيس الراحل جعفر محمد نميرى كلمة السودان قال فيها سنقف مع الشقيقة مصر وكل العالم العربي لحين تحرير كافة الأراضى العربية المحتلة. وأرسلت كتيبة من القوات السودانية ظلت مرابطة فى السويس وشاركت فى مناوشات حرب الاستنزاف جنبا
إلى جنب مع الجيش المصري. وفى أحد الايام تعدت القوات الاسرائيلية على الجبهة السودانية وفيها وجدت مقاومة شديدة بكثافة النيران من رجال شجعان يمثلون دولة السودان.. وقد انسحب الجيش الإسرائيلى من مواجهة القوات السودانية
فى الميدان.
ومع مرور الأيام توفى الرئيس جمال عبدالناصر وقد خلفه الجنرال المغوار محمد أنور السادات رئيسا لجمهورية مصر العربية، وقال كلمته الشهيرة إن حرب الكرامة مع العدو الإسرائيلى لن تتوقف إلى حين استرداد كل الأراضى العربية المحتلة أو الانسحاب الكامل للجيش الاسرائيلي منها،
وظلت الاستعداد العسكرية للمواجهة الحتمية لإنهاء الإحتلال يمضى على قدم وساق فى سرية تامة لا يعلمها إلا رجال الأمن والاستخبارات وقادة الأركان والعمليات، مضاف الى ذلك ظل التنسيق مع دول المواجهة وبقية العالم العربى مستمرا لأهمية استرداد الاراضى العربية المحتلة.. وبعد اكتمال كل الخطط للمواجهة الميدانية فى ٦ أكتوبر من عام ١٩٧٣ أمر الرئيس المصرى محمد انور السادات الجيش المصرى بكسر الحاجز الترابى لخط بارليف المخيف، والاشتباك مع العدو الاسرائيلى واسترداد الأراضى المحتلة.. كان ذلك بالتنسيق مع العراق وسوريا والأردن وليبيا والمملكة العربية السعودية، أما السودان معلوم وظل جيشه فى الميدان مع الجيش المصرى.. وفى ثوان وساعات طوال اجتاز الجيش المصرى الحاجز الترابى المخيف الذى كان يتفاخر به الجيش الإسرائيلى واصبح
فى خبر كان..
لذلك
إن عزيمة الرجال من أجل استرداد الحقوق والكرامة لا تلين ولن توقفها أي مقاومة،
لذلك نتطلع إلى كسر الحاجز النفسى لفك حصار الفاشر بأقرب وقت من أجل انقاذ الضحايا واسترداد الكرامة، وحفظ مكانة الجيش السودانى الذى لا يقهر.