رياضة

السودان يكتسح نيجيريا برباعية تاريخية ويقصيها من الشان

متابعات

في واحدة من أبرز مفاجآت بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين “شان PAMOJA 2024″، قدّم منتخب السودان عرضًا مذهلًا أطاح من خلاله بمنتخب نيجيريا بنتيجة أربعة أهداف دون رد في اللقاء الذي جمعهما بمدينة زنجبار، ليعتلي صدارة المجموعة الرابعة ويقصي “النسور الممتازة” من البطولة قبل الجولة الأخيرة.

افتتح السودان التسجيل في الدقيقة الخامسة والعشرين بهدف عكسي سجله المدافع النيجيري ليونارد نغينغي بعد أن ارتدت تسديدة عبد الرؤوف يعقوب من القائم واصطدمت به لتدخل المرمى.

قبل نهاية الشوط الأول، ارتكب نغينغي خطأ آخر بلمس الكرة داخل منطقة الجزاء، ليمنح السودان ركلة جزاء نفذها القائد ولي الدين خضر بنجاح في الدقيقة الرابعة والأربعين، واضعًا الكرة بقوة في الزاوية العليا اليمنى.

في الشوط الثاني، واصل عبد الرؤوف يعقوب تألقه وسجل هدفين متتاليين، الأول في الدقيقة الخامسة والخمسين بعد أن استغل فوضى داخل منطقة الجزاء وسدد كرة بيسراه إلى الزاوية اليمنى السفلى، والثاني في الدقيقة الثانية والستين بتسديدة قوية من وسط المنطقة إلى الزاوية العليا اليسرى، بعد أن استعاد السودان الكرة وانطلق بهجمة مرتدة منظمة وسريعة.

بدأت نيجيريا المباراة بضغط هجومي عبر الكرات الثابتة، حيث شكّلت الركنيات في الدقيقتين الثامنة والتاسعة اختبارًا لحارس السودان محمد أبوحة، فيما سدد ريموند توشوكو كرة بعيدة عن المرمى في الدقيقة الحادية عشرة.

اعتقد أنتوني إيجوما أنه سجل هدف التقدم في الدقيقة الثانية والعشرين بعد أن تسلل خلف الدفاع، لكن تقنية الفيديو ألغت الهدف بداعي التسلل. بعد ذلك، انهار الأداء الدفاعي لنيجيريا، خاصة بعد أخطاء نغينغي التي كلفت الفريق هدفين قبل نهاية الشوط الأول.

حاولت نيجيريا تقليص الفارق قبل الاستراحة، حيث اقترب سيكيرو أليمي من التسجيل مرتين، إذ مرّت رأسيته بجانب القائم في الدقيقة التاسعة والثلاثين، ثم سدد كرة أخرى خارج المرمى في الوقت المحتسب بدل الضائع.

أجرى المدرب إريك شيل تغييرات ثلاثية في بداية الشوط الثاني، بإدخال ستيفن مايو، جبار مالك، وفينسنت تيميتوبي، بحثًا عن رد فعل، لكن السودان أحكم قبضته على المباراة. سدد توشوكو كرة من ركلة حرة فوق العارضة في الدقيقة الثانية والخمسين، وبعدها مباشرة، عزز السودان تقدمه بهدف ثالث، ثم أضاف الرابع بعد سبع دقائق فقط.

من تلك اللحظة، أدار منتخب السودان المباراة بهدوء وثقة، حيث سيطر ثلاثي الوسط على المواجهات الثنائية وتناقل الكرة بذكاء، بينما اختار الظهيران أحمد تابانجا ومازن سيمبو التوقيت المناسب للتقدم أو البقاء في الخلف للحفاظ على التماسك الدفاعي.

وعندما نجحت نيجيريا في خلق فرص، كان الحارس أبوحة حاضرًا، خاصة عندما تصدى لرأسية مايو في الدقيقة الرابعة والثمانين. وسدد توشوكو كرة قوية ارتدت من القائم في الدقيقة التسعين، لتلخص ليلة نيجيريا: محاولات عشوائية، متسرعة، وبدون نتيجة.

ما يثير إعجاب المدرب كواسي أبياه هو مدى التزام لاعبيه بالخطة التكتيكية الموضوعة قبل المباراة، فقد أظهروا انضباطًا دفاعيًا، سرعة في التحول الهجومي، وفعالية في إنهاء الهجمات.

قاد ولي الدين خضر الضغط وربط خطوط اللعب، ووسّع ياسر عوض الملعب من الجهة اليمنى، بينما بذل علي عبد الله وموسى حسين مجهودًا كبيرًا. حتى البدلاء حافظوا على المستوى، حيث ساهم دخول محمد تيا أسعد، المصباح فيصل، وعوض زايد في إنهاء المباراة دون تعقيدات.

أما نيجيريا، فالأرقام والوقائع كانت قاسية. مباراتان، دون أهداف، وخمسة أهداف في شباكهم. الهدف الملغى في الدقيقة الثانية والعشرين لم يغيّر شيئًا في أداء دفاعي انهار بعد أخطاء نغينغي قبل نهاية الشوط الأول.

صنعت نيجيريا بعض الفرص، لكنها افتقرت إلى الدقة في التمرير العرضي والهدوء أمام المرمى؛ وعندما تم تجاوز الضغط، تعرضت مرارًا للهجمات من الأطراف.

البطاقات الصفراء لأحمد تابانجا في الدقيقة الخمسين وشولا أديلاني في الدقيقة الحادية والثمانين عكست مباراة مفتوحة، لكن فريقًا واحدًا فقط بدا قادرًا على التسجيل مجددًا.

وبعد تعادل السنغال مع الكونغو، ارتقى السودان إلى صدارة المجموعة بفارق الأهداف، حيث جمع أربع نقاط من فوز وتعادل، وسجل خمسة أهداف واستقبل هدفًا واحدًا. السنغال في المركز الثاني بأربع نقاط، الكونغو ثالثًا بنقطتين، ونيجيريا في المركز الأخير دون نقاط، وقد خرجت رسميًا من المنافسة، إذ أن الفوز في الجولة الأخيرة لن يرفع رصيدها إلا إلى ثلاث نقاط.

سيواجه السودان السنغال في مباراة حاسمة على الصدارة، حيث يكفيه التعادل في حال تعثر الكونغو؛ أما الفوز فسيؤكد تأهله ويعزز بصمة أبياه على الفريق.

نيجيريا ستواجه الكونغو في لقاء تحصيل حاصل، مع الكثير من التساؤلات حول التنظيم، الاختيارات، والتنفيذ على مستوى البطولات. السودان استحق كل التحية على أدائه المنضبط والواثق؛ أما نيجيريا، فعليها أن تعيد ترتيب أوراقها بعد ليلة صعبة في زنجبار، حيث حلق “صقور الجديان” عاليًا، بينما بقي “النسور الممتازة” على الأرض.

دنيا برس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى