رأي

إحباط من تدهور الوضع الصحي بالخرطوم.. وتفاؤل بعودة د. هيثم ولجنة الطوارئ الصحية

عبد الله بشير

لا أدري من يتحمل مسؤولية تدهور الأوضاع الصحية بولاية الخرطوم خلال فترة الخريف إلى هذا الدرك السحيق.. انتشرت الأمراض الوبائية بصورة جماعية وعلى رأسها حمى الضنك وأصبحت إصابات الملاريا ملازمة للعائدين إلى مساكنهم، كما أن أنواع البعوض الجديدة تحدت تصريحات المسؤولين واستوطنت الخرطوم لتحيل “قوى الجنجويد الناعم” حياة المواطنين إلى جحيم لا يطاق، أذ انتشر البعوض في المنازل والشوارع لا يفارقها صباح مساء.

يقرأ هذا مع التردي الكارثي في صحة البئية وقصور المراكز الصحية وخلوها من الفحوصات المهمة وعدم توفر العلاج للأمراض الأساسية، وهو ما يلاحظ في محلية الخرطوم التي ما زالت تعاني من غياب خدمات المياه والكهرباء وتحتاج إلى عمل كبير لإعادة الحياة إليها.

أدى هذا الوضع إلى هروب الكثيرين من الخرطوم بعد أن رجعوا إليها.. ولام كثيرون لأنفسهم لأنهم صدقوا الصورة الوردية التي رسمت في الإعلام واستجابوا إلى نداء السلطات بالعودة إلى ديارهم.

في ظل هذا الوضع تساءلنا عن غياب دور وزارة الصحة الإتحادية وكذلك اختفاء لجنة الطوارئ الصحية والتصريحات الواثقة للدكتور محمد إبراهيم، هذه اللجنة التي استطاعت إدارة المخاطر الصحية الوبائية في أصعب فترات الحرب وقامت بالحد من انتشار الوبائيات في ظل نظام صحي وصف بالهش، كما أنها كانت تملك قرون استشعار ورؤية علمية قائمة على المنهجية في التخطيط والتنفيذ.

وفي ظل حالة الإحباط العام من التردي الصحي والبيئي بولاية الخرطوم، حملت أحداث الأسبوع الماضي بما يبشر بتجاوز الخلل الواضح في الأداء وما صاحبه من اختلالات.. فقد تم حسم ملف وزارة الصحة بعد تسمية د. هيثم محمد إبراهيم وزيرا ليعود إلى منصبه من جديدة، بعد ان أثبت كفاءة وجدارة في إدارة ملف الصحة بجميع الولايات.. وأرجو ان تكون حكومة كامل إدريس قد وعت الدرس جيدا، وهي تضيع أسابيع وشهور في رسم تشكيل وزاري هلامي كانت صحة المواطن إحدى ضحاياه.. والآن بعد تصحيح نظرة رئيس الوزراء فإن عليه ان يتعظ مما حدث ويقدم الكوادر المجربة لتقود دفة العمل التنفيذي بعيدا عن المجاملات و”النرجسية”..

وكما عاد د. هيثم فقد عادت أيضا لجنة الطوارئ الصحية بوزارة الصحة بولاية الخرطوم بعد ألغيت أو حلت بقرار لا ندري ما هي ملابساته والجهات التي وقفت خلفه..

بلا شك أن غياب اللجنة كان محيرا، وترك فراغا ملحوظا ظهرت آثاره في النظام الصحي الذي اختل بصورة كبيرة..

المهم أن اللجنة قد عادت.. ولا نحتاج لتذكيرها بأن عليها أن تبدأ باتخاذ التدابير الصحية اللازمة لمجابهة آثار ما تبقى من موسم الخريف ومنع النظام الصحي بولاية الخرطوم من الإنهيار بعد ان ظل متماسكا خلال الفترة السابقة..

لقد قامت لجنة الطوارئ الصحية بعمل ملحوظ خلال الفترة الماضية نأمل أن يستمر بقوة ممثلا في في تفعيل الشراكات المجتمعية خلال في عمليات الإصحاح البيئي ومكافحة نواقل الامراض ومنع تفشي وباء الكوليرا وحمى الضنك.. إلى جانب تأمين الموقف الدوائي لكافة الامراض والأوبئة، والاهتمام بتوفير النقص في المعدات والاجهزة الطبية.. والعمل على استمرار عمل المراكز خلال في ظل استمرار توقف عدد من المستشفيات الكبيرة عن العمل.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى