
أصل القضية/ محمد أحمد أبوبكر… النيلكوين والتحول الرقمي: القرار الذي لا يحتمل التأجيل
| من سلسلة الجسر والمورد
> “كل ثانية تأخير تكلفنا أجيالاً… كل لحظة صمت تُهدر مستقبل السودان.”
السودان اليوم أمام امتحان مصيري، بين أن يظل أسير الفراغ المالي والاقتصادي، وبين أن يختار طريق القوة والتحول. الجنيه الوطني ينهكّه التضخم، الاقتصاد يئن تحت وطأة التأجيل، والمواطن يشعر بعجز مؤلم… وكل هذا يحدث في وقت يمكن فيه تحويل الأزمة إلى فرصة، والموارد إلى أدوات قوة، والقرار إلى جسر للأمل.
النيلكوين: أكثر من عملة رقمية
النيلكوين ليس مجرد مشروع رقمي أو فكرة للعملات المستقبلية، بل هو إطار استراتيجي شامل:
١. جسر بين الحاضر والمستقبل: يمكن للنيلكوين أن يكون أداة لحماية الجنيه، واستقرار الاقتصاد، وتمكين الحكومة من إدارة الموارد المالية بفعالية وشفافية.
٢. تحفيز الاقتصاد الوطني: كل معاملة رقمية، كل مشروع تمويل، كل استثمار يتم عبر النيلكوين يخلق شبكة متكاملة من النمو الاقتصادي المحلي.
٣. تسهيل الرقمنة الشاملة: الحكومة، الأسواق، المواطنين، وحتى الشركات الصغيرة والمتوسطة يمكن أن تكون جزءًا من النظام المالي الرقمي الوطني، ما يعزز الشمول المالي ويقلل من الاقتصاد الموازي.
التحول الرقمي: ضرورة استراتيجية الرقمنة ليست رفاهية، بل هي خطوة وجودية للبقاء والتنافس:
●الخدمات الحكومية، من الرواتب إلى الضرائب، يجب أن تتحول إلى أنظمة ذكية وشفافة.
●المشاريع الكبرى مثل الطرق، الطاقة، والمياه يمكن أن تُدار بفعالية أكبر عبر متابعة رقمية دقيقة، وربط التمويل بالنتائج الملموسة.
●الاستثمار الدولي والمحلي ينظر دائمًا إلى الدول التي تقدم وضوحًا واستقرارًا تقنيًا وماليًا. كل يوم تأجيل يعني خسارة ثقة المستثمر والمواطن على حد سواء.
●الجرأة في اتخاذ القرار
التأخير اليوم ليس مجرد خيار سيء، بل خطر استراتيجي:
●كل لحظة تردد تُفقد السودان فرصة تأمين موارده وتعزيز سيادته الاقتصادية.
●كل مشروع بنية تحتية مؤجل أو غير رقمي هو فرصة ضائعة لتثبيت الاقتصاد وبناء الثقة.
●الجرأة اليوم تعني اتخاذ قرارات حاسمة بتفعيل النيلكوين، دمج الرقمنة في كل مشروع، ومكافحة الاقتصاد الموازي.
رؤية استراتيجية الجسر والمورد في التنفيذ :
وفق هذه الرؤية، يمكننا أن نخطط بشكل متكامل:
١. جسر التخطيط المالي: تحويل الموارد المحلية إلى رأس مال مشاريع استراتيجية، وربطها بالنيلكوين.
٢. قاعدة المورد الرقمي: الكوادر الوطنية، المواد المحلية، الاحتياطات المالية كلها تصبح أدوات دعم للنظام الرقمي.
٣. المجتمع شريك الاستدامة: إشراك المواطنين في الرقمنة، وتعزيز التثقيف المالي الرقمي، وربط النيلكوين بالحياة اليومية.
٤. الابتكار التشغيلي: مشاريع البنية التحتية يجب أن تكون مختبرات للرقمنة، حيث التمويل الرقمي يُترجم مباشرة إلى نتائج ملموسة.
■النتيجة المرجوة
●استقرار الجنيه وتحسين القوة الشرائية للمواطن.
●تحويل كل مشروع إلى نموذج رقمي مستدام.
●مشاركة المجتمع في إدارة الموارد والاقتصاد الرقمي.
●صناعة اقتصاد وطني حديث قادر على المنافسة الإقليمية والدولية.
●ترك إرث استراتيجي: حكومة شجاعة، موارد محمية، ومستقبل رقمي مشرق.
أصل القضية،،،
> “الغد لا يُبنى إلا بالقرارات الجريئة اليوم… والنيلكوين هو المفتاح الذي يفتح باب المستقبل للسودان.”
* باحث في العلاقات الدولية ومؤسس استراتيجية الجسر والمورد