
سرقة آثار السودان.. نزيف للتراث الإنساني العالمي
اليونسكو: سرقة 4000 آلاف قطعة أثرية بالخرطوم والمتاحف الأخرى
متابعات
أعلنت منظمة اليونسكو عن خسائر فادحة بقطاع الآثار والمتاحف بالسودان نتيجة الحرب واعتداءات مليشيا الدعم السريع المتمردة على المقدرات الأثرية، مبينة أن المعلومات الواردة من إدارات المتاحف تشير إلى سرقة أكثر من أربعة آلاف قطعة أثرية من المتحف القومي في الخرطوم وعدداً من المتاحف الأخرى.
وأكدت اليونسكو، بحسب الدكتور عبد الرحمن علي، مدير دائرة الثقافة بمكتب اليونسكو في السودان، أن هذه الخسارة لا تخص السودان وحده، بل تمثل نزيفاً للتراث الإنساني العالمي، مما يستدعي تضافر الجهود الوطنية والدولية لاستعادتها.
واختتم وفد رفيع من مكتب اليونسكو في السودان زيارة ميدانية إلى موقع البجراوية الأثري والمدينة الملكية، المدرجين على قائمة التراث العالمي، وعدداً من المواقع خلال الأسبوع الجاري، في إطار الجهود الرامية إلى حماية التراث الثقافي السوداني وصونه في ظل التحديات الراهنة، بهدف تقييم الحالة والاطلاع على حجم التحديات الناتجة عن التغيرات المناخية وتأثيرات الحرب.
وأكد أحمد جنيد سوروش، رئيس الوفد، مدير المكتب، ممثل المنظمة لدى السودان في تصريحات صحفية، أن الزيارة تعكس التزام اليونسكو العميق بحماية التراث السوداني الذي يمثل جزءاً لا يتجزأ من التراث الإنساني العالمي، مشيراً إلى أن هذه المواقع تواجه أخطاراً متعددة تشمل التغير المناخي والفيضانات والزحف الرملي، بالإضافة إلى تداعيات الحرب، منوهاً إلى أن المنظمة تعمل مع الشركاء الوطنيين والدوليين لحشد الدعم الفني والمالي اللازم وتعزيز قدرات الكوادر المحلية لإدارة التراث وصونه.
وأوضح سوروش أن اليونسكو أطلقت خطة طوارئ لمدة عامين لدعم القطاعات الثقافية والتعليمية والعلمية والإعلامية في السودان، وتشمل برامج للتوثيق والتدريب ومكافحة الاتجار غير المشروع بالقطع الأثرية، بالإضافة إلى مشروعات لترميم المواقع المتضررة مثل المتحف القومي في الخرطوم.
يُشار إلى أنه تم تسجيل مواقع البجراوية والمدينة الملكية في عام 2011 ضمن قائمة التراث العالمي لما تحمله من قيمة استثنائية عالمية، إذ تضم أكثر من 200 هرم ملكي ومقابر ومعابد ومستوطنات تعود إلى حضارة كوش التي ازدهرت في وادي النيل.
وأكد الوفد أن حماية هذه المواقع مسؤولية جماعية تتطلب تعاون السلطات الوطنية والمحلية والمجتمع الدولي لضمان صونها للأجيال القادمة. تعمل اليونسكو حالياً، عبر مكتبها في الخرطوم وبالتعاون مع مكتبها الإقليمي في القاهرة، على تنفيذ برامج تدريبية لبناء قدرات العاملين في مجالات التوثيق والترميم، إضافة إلى تنسيق الجهود مع الإنتربول للحد من تهريب القطع الأثرية واسترداد المنهوب منها. كما أطلقت المنظمة أربعة نداءات دولية للتوعية بضرورة وقف التعامل غير المشروع مع آثار السودان.
سونا